Sunday, December 1, 2019

مدفن يرحاي


يحتلّ هذا المدفن التدمري العائد للقرن الثاني الميلادي قاعة مستقلّة في متحف دمشق الوطني يعود الفضل فيها للعالم الفرنسي الشهير Michel Écochard الذي أعاد تجميع المدفن بعد اكتشافه على أيدي السادة  Henri Seyrig و  Robert Amy عام ١٩٣٤-١٩٣٥ بعد إجراء بعض التعديلات التي فرضتها حدود المساحة المتاحة في المتحف. 

كان المدفن الأصلي كنا يدلّ الاسم الفرنسي لهذا النوع من الأضرحة hypogée واقعاً تحت الأرض أمّا عن مؤسّسه فهو يرحاي ابن بريكي ابن تاميرسو وكان ذلك عام ١٠٨ للميلاد في شهر نيسان وبالطبع أضيف إليه أو على الأقلّ إلى محتوياته في العهود التالية. انتهك هذا المدفن ككثير غيره من الأوابد المشابهة وسرقت بعض محتوياته وحطّم البعض الآخر وبقي لنا مع كلّ هذا وذاك الشيء الكثير.  

يؤدّي دهليز مكشوف إلى مدخل القبر الذي يسدّه باب حجريّ كبير. يلي ذلك عشرة درجات (تمّ تخفيض العدد إلى ثمانية عندما أعيد بناء المدفن في المتحف) يتمّ النزول منها إلى بهو طويل تغطّيه قبوة دائريّة voûte en berceau تنتهي بتجويف exèdre باذخ. يفتح تجويفان جانبيّان على هذا البهو galerie أحدهما غربيّ فخم الزينة والثاني شرقيّ غير مكتمل وتتوزّع في الجدران صفوف من القبور بين العمد piliers مختبئة خلف بلاطات dalles حجريّة في البهو المركزي وخلف تماثيل نصفيّة للموتى في التجويفين الغربي والجنوبي. 

يظهر التجويف الجانبي الغربي في الصورة أعلاه ويتألّف من صالة مستطيلة الشكل مسقوفة بقبوة دائريّة ومفتوحة على قاعة المدخل بواسطة قوس يرتكز على أعمدة جداريّة pilastres. النحت المركزي لعدد من الكهنة اثنان منهما على الجانبين وإثنان في المنتصف يرتدون ثياباً بارثيّة الطراز كما نرى جزئيّاً طفلين والمشهد لمأدبة.

جميع المعلومات أعلاه مقتبسة ومضغوطة إلى حدّ كبير لتجنّب الإطالة عن الدكتورين سليم وآندريه عبد الحقّ اللذين خصّصا لمدفن يرحاي صفحتين ونصف من القطع الكبير ( ٥٣ إلى ٥٥) في كتاب "الفهرس المصوّر لجناح الآثار الإغريقيّة والرومانيّة في متحف دمشق" الصادر عام ١٩٥١. 













Sélim et Andrée Abdul-HaqCatalogue Illustré du Département des antiquités Greco-Romaines au Musée de Damas, 1951.




No comments:

Post a Comment