Sunday, December 15, 2019

إلى من تعود أسبقيّة تعليم الطبّ باللغة العربيّة؟


كنت إلى أمد قريب أعتقد أنّ هذ الشرف يعود إلى جامعة دمشق. سوريا اليوم على حدّ علمي الوحيدة التي تدرّس الطبّ بالعربيّة ليس في العالم العربي فقط, وإنّما في العالم بأسره بغضّ النظر عن حسنات وسيّئات هذا المنهج الذي بدأت فيه الجامعة السوريّة في دمشق وامتدّ ليشمل سائر مؤسّسات البلاد. 

تبيّن لي خطأ معلوماتي بعد قراءة كتاب الدكتور عبد الكريم رافق "تاريخ الجامعة السوريّة" والصواب هو الآتي:

أوّلاً: كان التعليم في المدرسة الطبيّة العثمانيّة في دمشق منذ صدور القرار السلطاني بإنشائها عام ١٩٠١ (وبدايتها عام ١٩٠٣) وحتّى عام ١٩١٨ باللغة التركيّة ثمّ تحوّل إلى العربيّة في العهد الفيصلي. 

ثانياً: تأسّست المدرسة الطبيّة في القاهرة عام ١٨٢٧ ودرّست الطبّ بالعربيّة إلى أن تحوّلت للإنجليزيّة بعد احتلال بريطانيا لمصر عام ١٨٨٢.  

ثالثاً: تأسّست الكليّة البروتستانتيّة السوريّة (لاحقاً الجامعة الأمريكيّة في بيروت) عام ١٨٦٦ وكان تعليم الطبّ فيها باللغة العربيّة حتّى عام ١٨٨٢ من قبل أساتذة أمريكييّن متمكّنين من لغة الضاد وكان السبب المباشر لاعتماد الإنجليزيّة محاضرة ألقاها أستاذ الكيمياء Edwin Lewis في حفل للتخرّج امتدح فيها نظريّة التطّور عن Charles Darwin وأغضب هذا رؤسائه في الجامعة والإنجيلييّن عموماً فأجبر على الاستقالة مع عدد من زملائه من أنصار حريّة الرأي وتمّ جلب أساتذة أمريكييّن ممّن لا إلمام لهم بالعربيّة للحلول محلّهم. ليس ذلك فحسب, بل تمّ أيضاً طرد خمسة عشر طالباً من المتضامنين مع الدكتور لويس كان بينهم جرجي زيدان الذي تحوّل بعد هذه الحادثة من الطبّ إلى الأدب والتاريخ ونعت ما جرى بأوّل ثورة مدرسيّة في العالم العربي.

الصورة لبناء الإدارة المركزي الذي شيّد عام ١٩٢٩ في دمشق والمكان في غنى عن التعريف. 






2 comments:

  1. Is this book still available in either the Arabic language or in English or French? Would appreciate receiving the information if available

    ReplyDelete
    Replies
    1. To my knowledge, he book is available only in print and in Arabic language. I bought it online. Thanks for your interest.

      Delete