Wednesday, February 26, 2025

قادش

 


كانت اللوحة المرفقة معروضةً في  قاعة الشهيد مأمون البيطار في متحف دمشق الحربي وهي تمثّل موقعة قادش عام ١٢٧٤ قبل الميلاد بين المصرييّن والفرعون رعمسيس الثاني من جهة، والحثيّين والملك مورشيلي الثالث من جهةٍ ثانية. 


المكان تلّ النبي مندو، قرب الحدود السوريّة اللبنانيّة وعلى بعد حوالي ٢٤ كيلومتر جنوب غرب حمص، الزمان عام ١٢٧٤ قبل الميلاد على وجه التقريب، الاشتقاق اللغوي كنعاني "ق. د. ش." أو بالعربيّة "قدس" أو "مقّدس". من المتعارف عليه أنّ هذه المعركة شهدت استعمال العربات chariots من الطرفين على نطاقٍ غير مسبوق أو ملحوق في عصر البرونز. 


ادّعى المصريّون والحثيّون النصر في هذه المجابهة بيد أنّه لم يكن حاسماً وأسفر بالنتيجة عن أقدم معاهدة معروفة للسلام بين الطرفين أُبْرِمَت عام ١٢٥٩ قبل الميلاد وتلاها (١٢٤٦ - ١٢٤٥ ق.م.) زواج ابنة ملك الحثييّن الأميرة مات نفرو رع (اسمها المصري: الاسم الحثّي الأصلي مجهول) من الفرعون العجوز عربوناً للصداقة بين البلدين وتكريساً "للمعاهدة الأبديّة" الحثيّة - المصريّة قبل ثلاثة عشر عاماً. 


كالعادة لم يزوّدنا دليل المتحف باسم الفنّان ولا أبعاد هذه اللوحة الجميلة ناهيك عن وصفٍ مفصّلٍ لها مكتفياً بالقول أنّها تشير إلى "العلاقات التاريخيّة القويّة التي توحّد سوريّا ومصر". منظورٌ وحدويٌّ في عهد الوحدة. 


يتجلّى من صورة اللوحة - على صِغَرِها وافتقارها للدقّة والألوان - أسلوب الفنّ المصري القديم المألوف على جدران المعابد: تصوير جانبي للأشخاص والحيوانات وغنى بالتفاصيل. 

No comments:

Post a Comment