خَتَم الدليل جولَتَهُ في قاعة الشهيد فتحي الأتاسي بتماثيل جندي انكشاري وضابط من جيش ملك سوريّا فيصل الأوّل وجندي يحمل أسلحةً حديثةً. صورة تمثال الإنكشاري هي الوحيدة التي زوّدنا بها الكتيّب.
لربّما كان الجيش الإنكشاري (الجنود الجدد أو "يكيچرى") أوّل الجيوش النظاميّة الحديثة وأوّل قوّات المشاة المُزوّدة بالأسلحةِ الناريّة ويُعْتَقَد أنّه أُسّس في عهد السلطان أورخان أو ابنه مراد الأوّل في القرن الرابع عشر إلى أن أجهز عليه محمود الثاني عام ١٨٢٦. اعتمد تجنيد الانكشاريّة على نظام "دوشيرمه" الذي يتلخّص في أخذ المسيحييّن اليافعين من البلقان، ختانهم، تنشئتهم على دين الإسلام، وتدريبهم - حسب مواهبهم الجسديّة أو الذهنيّة - كإدارييّن أو جنود يحتكر السلطاان وَلائَهم. من هؤلاء من تقلّب في أرفع المناصب وهناك أكثر من "صدر أعظم" من هذه الأصول. انتشرت الصوفيّة في صفوف الإنكشاريّة وتحديداً الطريقة البكتاشيّة التي حرّمها محمود الثاني - في جملة إجراءاته ضدّ الإنكشاريّة - لتنتعش مجدّداً في عهد التنظيمات إلى أن حَظَرَها أتاتورك عام ١٩٢٥ لينتقل مقرُّها إلى ألبانيا.
No comments:
Post a Comment