Friday, April 11, 2025

دوّامة الدراويش

 


للصوفييّن نهجهم الخاصّ في التعبّد سواءً كان ذلك عَبْرَ حلقات الذكر أم الإنشاد أم الرقص كما يفعل أتباع الطريقة المولويّة. اللوحة الملحقة للفنّان الفرنسي Jean Marchand (١٨٨٢ - ١٩٤١) أمّا النصّ فهو للأديب André Geiger (١٨٧٥ - ؟) في الصفحة ١٩٤ من كتاب "سوريّا ولبنان" الصادر عام ١٩٣٢. أبدأ بالتعريب عن الفرنسيّة وأترك أي تعليق أو شرح للحواشي: 


"كلّ شيءٍ هنا مردُّهُ ومآلُهُ الأخير إلى الحياة الإسلاميّة. يطلّ خانقاه (١) الدرويشيّة (٢) للمتصوّفة الراقصين على شارعٍ حديث يتميّز بمقاعدِهِ الخزفيّة وشجيراتِهِ الكثيفة (٣). يفتح هذا الخانقاه أبوابَهُ في بعض الأمسيات ليتجمّع عددٌ من الرجال في ردهةٍ واسعةٍ تحت قبّةٍ منخفضة فيه ويباشرون الدوران حول أنفُسِهم تحت الرقابة الأبويّة لشيخٍٍ وقور جميل المحيّا. يعتَمِرُ الراقصون قلنسواتِهِم الشعائريّة ويَفتلون كالدوّامات تكاد أرجُلُهم لا تلمس الأرض وتخفق ثيابهم بأقصى سرعة لتبدو عديمة الحركة للناظرين إذ يتملّكهم الدوار. يعملُ هؤلاء الصوفييّن خلال النهار نجّارين وخدماً وموظّفين في المصارف وهلمّجرّا وها هم أولاء يطيرون على أجنحة هذه الموسيقى وقرع الطبول ودقّ الصنوج وأنين الناي حيث يتناوب النظم القصير لهذه الآلات مع الألحان البطيئة من المنصّة دون انقطاع".  



(١) التعريب الأصحّ في رأيي لكلمة couvent الفرنسيّة في سياق الحديث. 

(٢) لا علم لديّ فيما إذا استُعْمِل أحد مكوّنات جامع وتربة درويش باشا خانقاه للصوفيّة تحت الانتداب وإن كنت لا أرى ما يمنع من ذلك. 

(٣) هناك احتمال أنّ ما أشار إليه Geiger "بالدرويشيّة" هو بالأحرى التكيّة المولويّة على شارع النصر أو شارع جمال باشا وبالفعل الوصف "شارع حديث" و"شجيرات" إلى آخره يتّفق مع هذا التفسير. 





André GeigerSyrie et Liban 1932 (p. 194).



No comments:

Post a Comment