Tuesday, November 19, 2019

متحف دمشق الوطني: قاعة دورا أوروبوس


الصورة أعلاه لقسم من لوجة جداريّة تمثّل "تضحية كونون" وسأفرد لها منشوراً مستقلّاً كأحد أثمن مقتنيات متحف دمشق الوطني وأقتصر اليوم على التعريف بدورا أوروبوس وقصّة اكتشافها بعد اختفائها تحت الرمال لسبعة عشر قرناً.

تقع هذه المدينة قرب الحدود السوريّة-العراقيّة على الضفّة الجنوبيّة للفرات فوق جرف صخريّ في الصالحيّة يهيمن على النهر والصحراء حوله. اكتشفت بمحض الصدفة عام ١٩٢٠ عندما عثر جنود إنجليز على خرائب وبقايا رسوم جداريّة في هذا المكان قام عالم الآثار الأمريكي James Breasted بنشرها عام ١٩٢٢ وأجريت بعد ذلك أعمال تنقيب منهجيّة من قبل المعهد الفرنسي أوّلاً ثمّ جامعة Yale الأمريكيّة.

كشفت الحفريّات إثني عشر معبداً وكنيسة مسيحيّة وكنيس يهودي وساحة وحمّامات ودوراً سكنيّة ومدفن خارج المدينة (كما في تدمر).

أسّس Seleucus Nicator المقدوني هذه المدينة عام ٣١٢ قبل الميلاد كحصن سلوقي لحماية معبر الفرات وأصبحت بعدها معقلاً للبارثييّن بين القرن الثاني قبل الميلاد وعام ١٦٥ للميلاد على الطريق الواصل بين المدائن (عاصمة إيران وقتها) والحدود الرومانيّة. لاحقاً تحوّلت دورا إلى قلعة رومانيّة إلى أن دمّرها الساسانيّون عام ٢٥٦ م. 

احتلّت دورا موقعاً استراتيجيّاً هامّاً من الناحيتين التجاريّة والعسكريّة وامتزجت بين جدرانها شعوب مختلفة من الشرق والغرب. بقي اللسان والديانات والأعراف الإغريقيّة سائدةً فيها حتّى العهد الروماني واعتمد بناتها التخطيط الشطرنجي وبلغ محيط سورها ٣٥٠٠ متر ويبقى هذا السور الأفضل حالة من كافّة التحصينات السلوقيّة في سوريا. أدخل البارثيّون إليها العبادات الشرقيّة إلى جانب المعتقدات الإغريقيّة والتدمريّة وعزّز دخول الرومان تعدّد الآلهة وتنوّع أطرزة البناء. 

هناك عدّة معابد قرب السور لا تزال في حالة لا بأس بها ومنها معبد تدمريّ وكنيس يهوديّ (لنا عودة إليه) ومصلّى مسيحي ومعبد للإله Mithras. 

دمّر أشباه البشر الدواعشيّون من المدينة ما استطاعوا إليه سبيلاً بين الأعوام ٢٠١١ و ٢٠١٤ ولحسن الحظّ لدينا شواهد على مجدها الغابر في كتب التاريخ ومحفوظات متحف دمشق. 



Sélim et Andrée Abdul-HaqCatalogue Illustré du Département des antiquités Greco-Romaines au Musée de Damas, 1951. 

Gérard Degeorge.  Syrie Art, Histoire, Architecture. Hermann, éditeurs des sciences et des arts 1983. 






No comments:

Post a Comment