Wednesday, November 6, 2019

تربة أمة اللطيف


هذه التربة من المعالم المألوفة لكلّ سكّان المهاجرين والصالحيّة نظراً لوقوعها على طريق السكّة وتحديداً بين العفيف وشورى فما هي المعلومات المتوافرة عنها؟

الفضل في الصورة أعلاه يعود للعالم الألماني الراحل Michael Meinecke وهي تعود لما قبل عام ١٩٨٤ ولكن المكتوب عنها في "الآثار الإسلاميّة" (تعريب عن مرجع Wulzinger و Watzinger الصادر عام ١٩٢٤) لا يتعدّى القول بأنّها ":قبّة أكبر من السابقة يطلق عليها الجوار اسم مدرسة زقاق الزيتوني". نقطة انتهى. 

تنسب هذه التربة حسب النعيمي "للعالمة أمة اللطيف بنت الناصح الحنبلي" وكانت في خدمة ربيعة خاتون أخت صلاح الدين الأيّوبي وأشارت عليها ببناء مدرسة الصاحبة على سفح قاسيون وجعلها وقفاً للحنابلة. توفّيت أمة اللطيف عام ٦٥٣ للهجرة (الموافق ١٢٥٥ للميلاد) أي بعد عشر سنوات من سيّدتها ربيعة خاتون ودفنت في التربة المذكورة التي اندثرت المدرسة الكبيرة الملحقة بها لاحقاً. 

نقلاً عن موسوعة الآثار في سورية والباحثة نسرين بوظة (الرابط أدناه) قامت المديريّة العامّة للآثار والمتاحف بترميم التربة في منتصف أربعينات القرن العشرين ولكنّها أسمتها خطأً في اللوحة الرخاميّة على الجدار بالتربة اليغموريّة. شغلت المبنى لاحقاً رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان وهو حاليّاً مغلق للزوّار. 

زوّدتنا الموسوعة مشكورة بوصف فنّي لهذه التربة الأيّوبيّة المتوّجة بقبّة محزّزة تستند على رقبتين للسفلى منهما إثني عشر ضلعاً والعليا أربع وعشرين. تتخلّل النوافذ الرقبة السفليّة بينما تتناوب الشبابيك مع المحاريب في الرقبة العلويّة. واجهة البناء متقشّفة كسائر العمائر الأيّوبيّة ويخفّف الأبلق من غلواء صرامتها. 

ختاماً من المؤسف إحاطة هذه التربة الجميلة والعريقة بأبنية إسمنتيّة حديثة على قدر لا بأس به أبداً من الشناعة وغياب الحسّ الفنّي وفي نهاية المطاف يبقى النتافر بين الأبنية الأثريّة والنسيج العمراني المعاصر في دمشق هو القاعدة وليس الاستثناء.   



الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تأليف كارل فولسينجر وكارل فاتسينجر تعريب قاسم طوير وتحقيق عبد القادر ريحاوي. 










Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
  

No comments:

Post a Comment