مدرسة الصاحبة

تدعى هذه المدرسة الأيّوبيّة أيضاً الصاحبيّة وعن موقعها فهو في حيّ الصالحيّة على سفوح جبل قاسيون. فلنتعرّف الآن على مؤسّستها.

بنيت المدرسة بمبادرة من ربيعة خاتون أخت صلاح الدين وعصمة الدين خاتون المعروفة بستّ الشام ويخبرنا ابن خلّكان أنّها لكرم نسبها وعراقة أصلها وفصلها كانت محرماً على خمسين من الأمراء والحكّام  ونستطيع استناداً إليه وإلى النعيمي أن نرسم الخطوط العريضة لحياتها الغنيّة. زوّج صلاح الدين أخته ربيعة خاتون إلى سعد الدين مسعود ابن معين الدين أنر حاكم دمشق في أواخر العهد البوري (بينما تزوّج صلاح الدين ابنة أنر عصمة الدين خاتون التي كانت زوجة نور الدين قبله والطابع السياسي لهذه الزيجات لا يحتاج إلى تعليق أو إفاضة). توفّي سعد الدين وقام صلاح الدين إثرها بتزويج ربيعة خاتون إلى مظفّر الدين كوكبوري صاحب إربيل (إليه تعود تسمية جامع الحنابلة بالجامع المظفّري) وعاشت الخاتون مع هذا الأخير أكثر من أربعين سنة لتعود بعد موته إلى دمشق فتعتكف في بيت أبيها نجم الدين أيّوب المعروف وقتها بدار العقيقي (تحوّل لاحقاً إلى المدرسة الظاهريّة). ضمّت حاشية ربيعة خاتون سيّدة فاضلة اسمها أمة اللطيف وهي التي أوعزت إليها ببناء المدرسة وجعلها وقفاً للحنابلة وهكذا كان إلّا أنّ الخاتون توفّيت عن عمر يناهز الثمانين في كانون الثاني عام ١٢٤٥ للميلاد قبل إنجاز المدرسة.  

تتبع المدرسة النماذج الأيّوبيّة المتقشّفة. يتوسّطها صحن مربّع طول ضلعه ١١ متر مع تعديل بسيط على الشكل الصليبي cruciform إذا نرى المدخل محاطاً بإيوانين صغيرين. تقع التربة في الغرفة المربّعة التي تحتلّ الزاوية الشماليّة الغربيّة ولكن الضريح يتواجد في الإيوان المجاور أمّا البوّابة فتعلوها ثلاثة صفوف من المقرنصات تحت قوقعة صغيرة ويتوّج كلّ هذا نصف قبّة. كانت هذه المؤسّسة الدينيّة الصغيرة في حالة ممتازة لدى زيارتها من قبل المستشرق Herzfeld  في مطلع القرن العشرين واستعملت وقتها كمدرسة بنات.    

https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica91942detr

https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica101943detr

https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica11121946detr

https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica13141948detr