اللوحة أعلاه لجامع التكيّة السليمانيّة بالطبع التي درج المستشرقون على نسبتها خطأً إلى السلطان سليم الأوّل حتّى مطلع القرن العشرين. لم يشذّ المبشّر الأمريكي W.M.Thomson في طبعة عام ١٨٨٦ من كتاب The Land and The Book عن هذه القاعدة حيث يصفها كما يلي:
ما أجمل هذا الامتداد الأخضر على ضفّة نهر بردى الجنوبيّة! لم نر نظيره بتاتاً قرب أيّ من مدن وقرى هذه البلاد.
إنّه يدعى المرج الأخضر وهو ملاذ الدمشقييّن المحبّب..............يتردّد إليه الرجال والنساء والأطفال ليجلسون في تكاسل على ضفاف النهر يحتسون القهوة ويدخّنون الأركيلة ويأكلون الحلويّات والفواكه ويتأمّلون عابري السبيل ويتمتّعون بمشاهدة خيّالة المدينة يدرّبون مطاهم. هنا يلتقي الدمشقيّون مع العائدين من أصدقائهم وأقاربهم وهنا يودّعون المسافرين ويرحّبون بالضيوف وهنا أيضاً تعسكر قافلة الحجّ قبيل مغادرتها إلى مكّة.......
في نهاية المرج على اليمين بناء متعدّد القباب ذو مآذن طويلة يدعى التكيّة شيّده السلطان سليم الأوّل في القرن السادس عشر. يقسم هذا المجمّع الرباعي الأضلاع إلى صحنين ويحيط جدار الصحن الشمالي صفّان من الحجرات أمامهما رواق معمّد. يوجد فوق كل حجرة قبيبة تسقفها وهناك قبيبة ثانية تعلوا قسم الرواق المارّ أمامها وبهذا يتشكّل صفّان من القبيبات حول الصحن. يماثل الصحن الجنوبي نظيره الشمالي وإن اختلف عنه باحتوائه على جامع كبير جميل ذو قبّة ومئذنتين. هذه التكيّة مخصّصة لإيواء وإطعام الحجّاج الفقراء في طريقهم من وإلى مكّة لأداء فريضة الحجّ وجامع التكيّة مع قبّته الكبيرة ومئذنتيه الطويلتين النحيلتين وصفيّ الأعمدة أمامه، أحد أجمل جوامع دمشق وإن كان الهيكل بكامله آيلاً للتداعي في مستقبل قريب.
https://archive.org/stream/landbookorbiblic00thom#page/n7/mode/2up
No comments:
Post a Comment