Monday, October 1, 2018

روائع العهد السلجوقي

لم يترك لنا العهد السلجوقي في دمشق إلّا النزر اليسير وعلّ أهمّه القلعة وإن كانت ببنيتها الحاليّة تعود إلى عهد العادل الأيّوبي الذي وسّعها ولأدخل عليها الكثير من التحسينات. بيمارستان دقاق اندثر منذ مئات السنين أمّا ضريح صفوة الملك (أمّ دقاق وزوجة تتش أخو ملكشاه ثمّ الأتابك طغتكين ويقول ابن خلكان أنّها سمّمت ابنها) فقد قدّر لبقاياه المتداعية بما يشبه المعجزة أن تحيا حتّى الانتداب الفرنسي ممّا أتاح للعالمين الفرنسييّن Jean Sauvaget و Michel Ecochard وصفها قبل هدمها بقليل لتحلّ محلّها أبنية حديثة لا طعم لها ولا لون غرب شارع بور سعيد.




لربّما كان الأثر الوحيد الباقي كما هو من هذه الحقبة (العقد الأوّل من القرن الثاني عشر الميلادي تحديداً) ما أسماه العالم الألماني Ernst Herzfeld بالمقصورة وهي كناية عن حاجز خشبي منحوت بعناية فائقة أبعاده ٢٬٤٦ x ٢٫٩٠ متر نقل من جامع باب مصلّى إلى متحف دمشق الوطني عندما كان مقرّ هذا الأخير المدرسة العادليّة وقبل الشروع ببناء المتحف الحالي في ثلاثينات القرن الماضي. هذا النمط من "المقاصير" كان يستعمل لتصوين الأضرحة وأمّا عن تاريخ صنعه فهو مذكور في الكتابة الكوفيّة على الحافّة العلويّة ونصّها هو التالي:

"أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي صفي أمير المؤمنين تقبّل الله منه وذلك في شهور سنة سبع وتسعين وأربعمائة"

يوافق التاريخ أعلاه عام ١١٠٤ للميلاد وأمّا المدعو أبي جعفر فهو ابن الحسن بن علي نظام الملك وزير ألب أرسلان وملكشاه وساعدهما الأيمن والحاكم الفعلي للإمبراطوريّة السلجوقيّة المترامية الأطراف بعد اغتيال مؤسّسها وإليه تنسب المدارس "النظاميّة". طراز النقش الكتابي أقرب إلى الهبة أو الوقف منه إلى المراثي التي تنحت على القبور ولا يوجد ما يدعوا إلى الاعتقاد أنّ "المقصورة" أتت من مدفن المتوفّي. 



https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica101943detr

https://books.openedition.org/ifpo/3793

No comments:

Post a Comment