Friday, October 26, 2018

أروقة الجامع الأموي



الوصف التالي للمبشّر الأمريكي W.M.Thomson وعلى اعتبار أنّ هذه الطبعة من كتاب The Land and The Book صدرت عام ١٨٨٦ فهي بالطبع تعكس وضع الحرم قبل حريق عام ١٨٩٣. ما يلفت الانتباه في وصف الجامع الذي خصّص له المؤلّف حوالي عشر صفحات غياب أيّ ذكر للفسيفساء (*) ولا غرابة في ذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّها كانت مغطّاة وقتها إلى أن تمّ كشفها في أواخر العقد الثالث للقرن العشرين.


نحن الآن في الصحن الواسع المحاط بجدران الجامع ومساحة هذا الصحن ضمناً الأروقة المعمّدة في الشرق والشمال والغرب تبلغ حوالي أربعمائة وخمسين قدماً طولاً ومائة وثمانين قدماً عرضاً.  تغلّف الأحجار أعمدة الرواق الشمالي التي تستند عليها أربع وعشرون قوساً بشكل حدوة الحصان (**) يعلوها صفّ علوي آخر من الأقواس الدائريّة الأصغر قياساً يبلغ عددها الخمسين. تزّين جوانب الركائز الحجريّة ألواح مختلفة النماذج وأمّا التيجان فتتحلّى بزخارف عربيّة غنيّة بينما نرى الأقواس مطليّة من الداخل بمربّعات بيضاء وسوداء متناوبة تعطي مظهراً رقعيّاً (***) يلفت النظر. تتكوّن الأقواس العلويّة بكاملها من طبقات من الأحجار الكلسيّة البيضاء والسوداء ويعطي مجموع هذه االتصاميم والألوان المختلفة للأروقة المعمّدة انطباعاً جذّاباً وشرقيّ الهويّة بامتياز. لا يزال أكثر من نصف عدد الأعمدة القورنثيّة مكشوف للعيان في الرواقين الغربي والشرقي وأمّا عن أقواسها العلويّة فهي محمولة على أعمدة صغيرة من نفس الطراز. 



(*) http://bornindamascus.blogspot.com/2018/06/blog-post_18.html

(**) الكلام هنا غير دقيق فالأقواس بشكل حدوة الحصان نمط مغربي-أندلسي والأصحّ في حالة الجامع الأموي هو الأقواس الدائريّة أو بالأحرى نصف الدائريّة. 

(***) أي بشكل رقعة الشطرنج أو ما شابهها.




https://archive.org/stream/landbookorbiblic00thom#page/n7/mode/2up

No comments:

Post a Comment