نلمح على يمين الصورة في الشكل ١٢٣ التربة النجميّة في سوق ساروجا التي وصفتها البارحة بإيجاز نقلاً عن Degeorge و Herzfeld وموضوع اليوم هو الصورة الثانية (رقم ١٢٢) لتربة ابن سلامة في حيّ أبو جرش في الصالحيّة.
لم ترد هذه التربة في النعيمي وبالتالي فهي غير مذكورة في "وصف دمشق" للفرنسي Sauvaire والذي ما هو إلّا نقل وتحقيق وتعليق على ما أورده النعيمي ومن اختصر وأضاف على النعيمي. نقرأ على ساكف الباب المطلّ على الشارع النقش الكتابي الآتي موزّعاً على خمسة أسطر:
"بسم الله الرحمن الرحيم.....هذه تربة العبد الفقير الغريب الراجي رحمة ربّه أبي عبد الله الحسن ابن سلامة الرقّي توفّي شهر المحرّم سنة عشرة وستّمائة (*) رحمه الله تعالى وبعده ولديه عليهما رحمة الله جدّده العبد الفقير راجي الرحمة من المولى المودود الحاجّ أحمد مسعود"
* الموافق ١٢١٣ للميلاد.
يرتأي Herzfeld أنّ إضافة كلمة "المودود" هنا لم تكن فقط لضبط القافية وأنّ هذا التعبير دليل على صوفيّة الكاتب. ازدهر التصوّف في عهديّ نور الدين والأيّوبييّن وعلى ما يبدوا كان الشيخ حسن الرقّي (من مدينة الرقّة) متصوّفاً يجوب الديار حاملاً كشكوله (أي وعاء جمع الصدقات) وجرساً وهنا نقع في معضلة تتعلّق بتفسير المصطلح الذي أعطى اسمه للحيّ وحتّى للتربة فهل هو "أبو جرش" أم "أبو جرس"؟ أمّا عن "غريب" فهو وصف شائع يطلق على المتصوّفة الذين هاموا على وجوههم في أصقاع الأرض في الماضي.
التربة إذاً أيّوبيّة من مطلع القرن الثالث عشر ورابط مديريّة أوقاف دمشق أدناه يعطي مزيداً من المعلومات عنها. التقطت الصورتان المرفقتان بين الأعوام ١٩٠٨ و ١٩٣٠ للميلاد.
https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica11121946detr
http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=140&id=686
No comments:
Post a Comment