دأب كثير من الرحّالة والمستشرقين على مدى السنين على الاعتقاد أنّ إسهام الوليد ابن عبد الملك في مطلع القرن الثامن للميلاد لم يتجاوز تحويل مبنى كنيسة يوحنّا المعمدان إلى جامع دون إجراء تعديلات تستحقّ الذكر سواء من ناحية التخطيط أو العمار وما لفت نظري في وصف المبشّر الامريكي Thomson أنّه يدّعي -لزيادة الطين بلّة- أنّ الدمشقييّن كانوا لا يزالون يطلقون على الأموي اسم "جامع السيّد يحيى" عندما قام بزيارته في القرن التاسع عشر. كما هي العادة أقوم في الأسطر التالية بترجمة ما كتبه دون تشذيب أو تنقيح أو تلطيف وللتذكرة فاقت مبيعات كتاب The Land and The Book في حينه مبيعات جميع الكتب المعاصرة في الولايات المتّحدة باستثناء كوخ العمّ توم:
تقاسم المسلمون والمسيحيّون هذه الكنيسة بعد سقوط دمشق في أيدي المحمّدييّن في القرن السابع للميلاد عندما استحوذ المسلمون على القسم الشرقي منها وسمحوا للمسيحييّن أن يستعملوا القسم الغربي. لم يدم هذا التسامح النسبي للمحمّدييّن طويلاً إذ لم يطرد المسيحيّون بعدها من دار عبادتهم فحسب، وإنّما منع عليهم أيضاً دخول حرم الصرح المقدّس. تحوّل البناء بكامله إثر ذلك إلى جامع السيّد يحيى أو جامع القدّيس يوحنّا ولا يزال يحمل هذا الإسم حتّى اليوم. اتّخذت الكنيسة شكل basilica (*) بلغت أبعاد جدران المستطيل الذي قامت عليه ٥٠٠ قدم طولاً و ٣٥٠ قدم عرضاً وشغلت الكنيسة (**) القسم الجنوبي من هذا المستطيل مع تعديلات طفيفة أجريت في الداخل عندما تمّ تحويلها إلى جامع. يحتلّ الصحن في الشمال الشطر الأكبر من هذا المستطيل وأزيلت أبنيته الخارجيّة ليستعاض عنها ببحرات ومآذن.
للحديث بقيّة.
* الباسيليكا في الأصل شكل عماري روماني اقتبسته لاحقاً بعض أنماط الكنائس المسيحيّة.
** المقصود حرم الصلاة.
https://archive.org/stream/landbookorbiblic00thom#page/n7/mode/2up
No comments:
Post a Comment