لم يبق من الأوابد الأيّوبيّة المعاصرة لصلاح الدين إلّا أقلّ القليل وهي إجمالاً أضرحة مشمولة في مدرسة دينيّة ونرى فيها مقارنة مع العهود السابقة تقدّماً ملحوظاً في تقنيّة العمارة حيث يحلّ الحجر المنحوت والمنضّد بعناية (على غرار الأنماط المتّبعة في شمال سوريا) محلّ اللبن والخشب والآجرّ ويقتصر استعمال هذا الأخير على القباب دون سواها. النموذج السائد هو القبّة -سواء كانت ملساء أم محزّزة- تستند على عنقين (drum بالإنجليزيّة و tambour بالفرنسيّة) العلوي ذو ستّة عشر ضلعاّ والسفلي مثمّن الأضلاع والهدف الانتقال بأناقة من المجسّم الكروي إلى غرفة الدفن المكعّبة أو شبه المكعّبة. تزيّن الرقبة عادة كوى صغيرة niche قوطيّة (أي مدبّبة) الشكل أو قوقعيّة. تتمّ عمليّة الانتقال في الداخل عن طرق حنيات ركنيّة (squinch بالإنجليزيّة و trompe بالفرنسيّة) في الزوايا.
الصورتان الملحقتان لترب مستقلّة أي قائمة بذاتها دون مدرسة وكلاهما واقعتان في سوق ساروجا تقابل أولاهما الثانية.
الصورة على يسار الناظر للتربة العلائيّة أو تربة علاء الدين وتدعى أيضاً تربة ستّ الشام الصغرى وهي الأقدم من هذا النوع في دمشق وتنسب إلى الأمير الشابّ علاء الدين ابن زين الدين الذي قتل في الجهاد وبنت له أمّه هذا الضريح في صيف عام ١١٧٣ للميلاد. علاء الدين أخو كوكبوري صاحب أربيل (كوكبوري زوج ربيعة خاتون أخت صلاح الدين ومؤسّس جامع الحنابلة في حيّ الصالحيّة أو الجامع المظفّري). القبّة ملساء وتحتوي التربة على قبرين إضافييّن دون ما يشير إلى من يرقد فيهما ونرى فوق القوس المدبّب الذي يعلوا باب المدخل الصغير النقش الكتابي الآتي:
"بسم الله الرحمن الرحيم....هذا ما بنته والدة الأمير الشابّ الغريب الشهيد علا الدين بن الأمير زين الدين رحمهما الله في ذي الحجّة سنة ثمان وستّين وخمس مائة"
على اليمين نرى صورة التربة النجميّة نسبة لنجم الدين أيّوب والد صلاح الدين وفيها قبر شاهنشاه (أخ لصلاح الدين) وابنه تقيّ الدين عمر وستّي عذرا والملك المنصور (ابن صلاح الدين) وفتح الدين ابن أسد الدين شيركوه (شيركوه عمّ صلاح الدين) . نرى خارجاً النقش الكتابي التالي فوق باب المدخل الصغير:
"بسم الله الرحمن الرحيم...هذا قبر الملك المنصور حسن بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن أيّوب توفّي مستهلّ جمادى الآخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة -الموافق تشرين أوّل ١١٧٩ للميلاد- رحمه الله"
قبّة التربة النجميّة محزّزة ونرى تحتها منطقتين انتقاليّتين العلويّة ذات ستّة عشر وجهاً والسفليّة ثمانية أوجه.
التقطت الصورتان أعلاه لداخل الترب بين الأعوام ١٩٠٨ و ١٩٣٠ للميلاد.
https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica91942detr
https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica101943detr
https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica11121946detr
https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica13141948detr
http://bornindamascus.blogspot.com/2018/09/blog-post_27.html
Gérard Degeorge: Damas des Origines aux Mamluks, l'Harmattan 1997
No comments:
Post a Comment