الصور الملحقة ملتقطة بين الأعوام ١٩٠٨ و ١٩٣٠ في شارع المدارس في حيّ الصالحيّة. قبل وصف أوابدها أورد فيما يلي ترجمة ما كتبه المستشرق الراحل Ernst Herzfeld عن الزاوية الفريثيّة:
"هناك اختلاف في الطريقة التي يلفظ بها الاسم في المؤرّخات فبينما يستعمل Sauvaire و Sauvaget كلمة الفرنثي يترك Van Berchem القراءة مفتوحة للتفسير. اعتقدت في البداية أنّ تهجئة القرنبي هي الصحيحة ثمّ قمت بسؤال نبيه فارس الذي وجد تهجئة الاسم الواضحة في مرآة الجنان لليافعي: أبو الحسن علي المعروف بالفريثي. ذكر ياقوت فريث كإحدى قرى واسط في العراق.
كان الفريثي رجلاً فاضلاً شديد البأس وصاحب كرامات متعلّقاً بالروحانيّات وكان يحيا ناسكاً. كان له أتباع ومريدين وتلاميذ وزاوية على سفوح قاسيون. مات في جمادى الثاني ٦٢١ (هجري الموافق حزيران ١٢٢٤ للميلاد) ودفن في قاسيون وبنيت تربة فوق ضرحه (الذهبي).
دفنت خديجة خاتون ابنة الملك المعظّم التي ماتت عام ٦٥٠ (الموافق ١٢٥٢ للميلاد) في تربتها التي بنيت في الجبل إلى جوار الشيخ الفريثي (ابن عساكر *).
تجاور مدرسة خديجة خاتون أي المرشديّة، تربة الفريثي من ناحية الشرق. كان علي الفريثي مع مريديه مرشداً أي كان مخوّلاً بتدريب المبتدئين في طريقته وبالتالي فتربته أولى بلقب المرشديّة من تربة خديجة خاتون.
يعلوا النقش الكتابي التالي الموزّع على خمسة أسطر على لوحة تبلغ أبعادها ٩٥ سم في ٣٧ سم، ساكف أحد النوافذ المشبّكة مع اختلافات طفيفة:
بسم الله الرحمن الرحيم...إنّ الذين...هذه تربة الفقير إلى رحمة الله الشيخ علي الفريثي بن شهريار قدّس الله روحه توفّي في العشر الآخر من جمادى الآخر سنة أحد وعشرين وستّمائة العزّة لله لا إله إلّا الله محمّد رسوله
لا تزال القبّة مع التنظيم الداخلي والزخارف الاعتياديّة موجودة تعلوها طاستها الأصليّة وهلال نحاسي. "
انتهى الاقتباس عن Herzfeld.
* الكلام لا يستقيم حيث أنّ ابن عساكر مات سنة ١١٧٦ للميلاد أي ٧٦ سنة قبل خديجة خاتون.
نأتي الآن إلى الصورتين المرفقتين. الأولى ملتقطة من الغرب إلى الشرق (على يمين الناظر) والثانية لنفس الشارع من الشرق إلى الغرب. أعتقد أنّ الأولى أوضح أو على الأقلّ أغنى بالتفاصيل إذ نرى فيها من الأمام إلى الخلف الأوابد التالية:
١. الزاوية الفريثيّة أو الفرنثيّة.
٢. قبّة (الطاسة غائبة) ثمّ مئذنة المدرسة المرشديّة (لخديجة خاتون ابنة الملك المعظّم عيسى ابن الملك العادل).
٣. دار الحديث الأشرفيّة (نسبة للأشرف موسى) بين مئذنتيّ المرشديّة والأتابكيّة.
٤. مئذنة المدرسة الأتابكيّة للأميرة تركان خاتون سليلة الأتابك عماد الدين زنكي وقرينة الملك الأشرف موسى ابن الملك العادل.
https://library.si.edu/digital-library/book/arsislamica11121946detr
Gérard Degeorge: Damas des Origines aux Mamluks, l'Harmattan 1997
No comments:
Post a Comment