Saturday, November 30, 2019

أسطورة كاسيوبيا في فسيفساء تدمر


اكتشفت هذه الفسيفساء من القرن الثاني أو الثالث للميلاد شرق معبد بل في تدمر عام ١٩٤٠ وهي حاليّاً من مقتنيات متحف دمشق الوطني. تمثّل اللوحة أسطورة كاسيوبيا ملكة الحبشة التي يعرفها الكثيرون عن طريق الفيلم الهوليوودي الشهير "اصطدام العمالقة" Clash of the Titans سواءً من نسخة عام ١٩٨١ الأصليّة أو الإصدار الثاني عام ٢٠١٠. النصّ التالي وصف هذه التحفة كما أورده الدكتوران سليم وآندريه عبد الحقّ أضفت إليها في الحواشي بهدف الإيضاح والتصحيح عندما دعت الحاجة.

الفسيفساء لمشهد من أسطورة كاسيوبيا Cassiopée ملكة يافا (١) التي أثارت سخط نبتون (أو بوسيدون) إله البحر عندما تجاسرت فتبجّحت بجمالها الذي فاق جمال حوريات البحر بنات نيريوس Néréides . تظهر الملكة العارية جباهيّاً على غرار إلهة الحبّ الزهرة وهي تجفّف شعرها ونرى اسمها مكتوباً فوق رأسها. تبدوا إحدى بنات نيريوس إلى جانبها وثانية إلى الجانب الآخر ويتجلّى الانشداه في تعابير وجهيهما. يملأ ثلاثة أطفال مجنّحون المساحات الفارغة ويمثّلون الغيرة. إلى اليسار قليلاً نعاين المسخ البحري (٢) الذي أرسله نبتون لتدمير مملكة كاسيوبيا والذي سيقتله برسيوس Persée لاحقاً عندما يقوم بفكّ أسر أندروميدا (٣). الوحش على هيئة قنطور (٤) بارز العضلات ويشخص بصره إلى اليمين نحو طفل مجنّح وشخص آخر لا يظهر سوى نصفه. 

يدور هذا المشهد في إطار دائريّ داخل مستطيل تشغل زاويته صورة Troppée (٥) يحمل عنزة تظهر فوقها كتابة.

خلفيّة اللوحة بنيّة فاتحة إلى رماديّة مع ألوان بنيّة محمرّة وكستنائيّة وخضراء وسوداء.

اللوحة كبيرة بأبعاد ٣٧٠ عشير المتر (سنتمتر) x  ١٦٥ عشير المتر. 



١. خطأ. حسب الأسطورة كاسيوبيا كانت ملكة الحبشة أمّا عن يافا فهي الموضع الذي ربطت فيه ابنتها أندروميدا حسب المؤلّفين القدماء تمهيداً لتضحيتها للوحش البحري.

٢. سيتوس Cetus (أو كراكن Kraken حسب هوليوود). 

٣. Andromède ابنة Cassiopée وحسب هوليوود تباهت الأمّ بجمال ابنتها وليس جمالها هي.

٤. centaure كائن رأسه وجذعه بشري وباقي جسمه حصان.

٥. لربّما المقصود Tropaeus وهو لقب لكبير الآلهة Zeus الذي أرضعته عنزة حسب أساطير الإغريق. 










Gérard Degeorge.  Syrie : Art, Histoire et Architecture. Hermann, éditeurs des sciences et des arts 1983

Sélim et Andrée Abdul-HaqCatalogue Illustré du Département des antiquités Greco-Romaines au Musée de Damas, 1951.






No comments:

Post a Comment