Saturday, November 9, 2019

المدرسة الجهاركسيّة


تنسب هذه المدرسة الأيّوبيّة إلى الأمير جهاركس بن عبد الله المتوفّي في التاسع والعشرين من كانون أوّل عام ١٢١١ للميلاد. أعطت هذه المدرسة اسمها للقسم الأوسط من حيّ الصالحيّة "الشركسيّة" أمّا عن الأمير المذكور فكان مقدّماً لمماليك صلاح الدين وخدم بعده الملك العادل. قام صارم الدين خطلبا  -أحد مماليك جهاركس- ببناء المدرسة التي دفن فيها إلى جوار سيّده عام ١٢٣٧. 

يتمحور البناء حاليّاً من الشرق إلى الغرب ويشمل مدخلاً على الطرف الجنوبي ومسجداً (لا يوجد له صحن اليوم) وضريحين تعلوهما قبّتان محزّزتان ترتكز كلّ منهما على رقبتين بينما يغطّي سقف مسطّح قاعة الصلاة. للرقبة السفليّة ثمانية أضلاع أو أوجه تتخلّلها محاريب صمّاء تتناوب مع فرجات فيها نوافذ مزدوجة يعلوها قوس مدبّب. الرقبّة  العلويّة أقلّ ارتفاعاً من السفليّة وهي مؤلّفة من ستّة عشر ضلعاً تتناوب فيه الفتحات مع المحاريب. تاريخ التأسيس منقوش على سواكف التربة الغربيّة وكانت شبابيك الرقبتين في الأصل مسدودة بالزجاج الملوّن.

يوجد قبران تحت كلّ من القبّتين وكافّة القبور الأربعة خالية من أي نقوش كتابيّة وإن استطعنا تحديد هويّة ثلاث أشخاص: الأوّل جهاركس (بفضل النصّ فوق سواكف نوافذ القبّة الغربيّة) والثاني خطلبا (عن طريق المصادر التاريخيّة) والثالث فخر الدين محمّد ابن جهاركس (نقش كتابي فوق الباب) المتوفّي في دمشق في التاسع والعشرين من آب ١٢١٨. من المؤكّد أنّ التربة الغربيّة تثوي رفات جهاركس ولربّما ابنه فخر الدين أمّا الشرقيّة فلخطلبا ومن المحتمل أنّ القبر الرابع لأحد أبناء جهاركس.



التقطت الصورتان بعدسة العالم الألماني الراحل Michael Meinecke وتعودان لمطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل. نرى في الصورة العلويّة تفاصيل رقبتيّ إحدى القبّتين أمّا السفليّة فتجسّد التناقض الصارخ بين هيمنة قباب المدرسة على النسيج العمراني القديم وبين تشويه هذا النسيج وحجب المعالم عن عيون الناظرين بأبنية القرن العشرين العالية الدميمة. 

مخطّط المدرسة أدناه مأخوذ عن Herzfeld




الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تأليف كارل فولسينجر وكارل فاتسينجر تعريب قاسم طوير وتحقيق عبد القادر ريحاوي. 




Gérard DegeorgeDamas: Des origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997.

Ernst Herzfeld. Studies in Architecture III. Ars Islamica 1946. 

Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.


No comments:

Post a Comment