Thursday, May 20, 2021

لينين في معرض دمشق الدولي‎

 


"توزيع منشورات دعائيّة في إحدى الأكشاك السوڤيتيّة تحت تمثال لينين".


هكذا عنون المحرّر هذه الصورة من عدد مجلّة Paris Match الصادر يوم السبت في الرابع عشر من أيلول عام ١٩٥٧ كما كتب تحت صورة ثانية حمّلتها أمس:


"يزيّن الشعار الشيوعي غالبيّة  أعلام معرض دمشق الدولي ونرى لوحات تتباهى بإنجازات الاتّحاد السوڤييتي في كلّ مكان".


لا يوجد أي ذكر في هذا المقال القصير لمصر أو لمشروع الوحدة السوريّة - المصريّة والتركيز حصراً على التهديد الشيوعي والثورة الجزائريّة (كما سنرى قريباً) وردّ فعل الغرب بقيادة الولايات المتّحدة. 


لا ريب أنّ اليسار كان صاعداً في سوريّا في ذلك الحين ممثّلاً بالحزب الشيوعي بزعامة خالد بكداش وحليفه "المليونير الأحمر" خالد العظم ناهيك عن حزب البعث. اعتقد البعض من ضبّاط الجيش مع البعض الآخر من القيادات البعثيّة بإمكانيّة احتواء الموقف بالانضمام إلى مصر في اتّحاد فدرالي وانتهى المطاف بهم إلى قبول وحدة اندماجيّة وحلّ الأحزاب السوريّة كما اشترط الرئيس الراحل عبد الناصر. ليس من المستغرب والحال كذلك أنّ "الخالدين" أي العظم وبكداش رفضا مشروع الوحدة  وأنّ العظم استمرّ في معارضته لها ولعبد الناصر حتّى النهاية كما كتب بالتفصيل في مذكّراته. 


كانت هيبة عبد الناصر وقتها في الأوج كنتيجة منطقيّة لتجاوزه أزمة السويس والعدوان الثلاثي بنصر ديبلومسيّ كبير. تغيّر الشرق الأدنى جذريّاً (أو هكذا أوحت ظواهر الأمور على الأقلّ) بين صدور هذا المقال في Paris Match في أيلول ١٩٥٧ وبين أيلول ١٩٥٨ بعد سقوط المملكة العراقيّة بانقلاب دمويّ وولادة الجمهوريّة العربيّة المتّحدة والتفكّك التدريجي للإمبراطوريّات الاستعماريّة التقليديّة الفرنسيّة والبريطانيّة وغيرها في أفريقيا وآسيا.  


شتّان بين ١٩٥٧ و ١٩٦٧ والقطيعة المصريّة - الروسيّة في السبعينات (من طرد الخبراء الروس إلى اتّفاقيّة معسكر داود) ومع ذلك ما كان لأحد - من أصدقاء وأعداء - أن يتنبّأ حتّى منتصف الثمانينات على أقلّ تقدير بانهيار الاتّحاد السوڤييتي المدوّي في مطلع التسعينات. 

No comments:

Post a Comment