Thursday, May 20, 2021

معرض دمشق الشيوعي


أو "السوق الأحمر الكبير" كما أسمت مجلّة Paris Match الفرنسيّة معرض دمشق الدولي للعام ١٩٥٧ ومن المعروف أنّ كلمة أحمر = شيوعي في معاجم الحرب الباردة في الغرب تحديداً. 


الصورة العلويّة للرئيس الراحل شكري القوّتلي خلال افتتاح المعرض أمّا الثانية - بيت القصيد - فهي "لإثنين من البدو يزوران يداً في يدٍ سوق الدعاية الكبير الذي نرى فيه بضعة أجهزة راديو قديمة الهدف منها إضفاء صبغة تجاريّة على هذه العمليّة". 


عنوان الفقرة: منصّة معادية لفرنسا لتمجيد الفلّاقة (*)


تعريب النصّ:


لم تقطع فرنسا علاقاتها التجاريّة مع سوريّا ولكنّها غابت عن هذا المعرض المعادي للغرب أمّا عن الجزائر فلها جناحها الخاصّ المليء بصور عن مآثر الفلّاقة في نضالهم ضدّ القوّات الفرنسيّة.


(*) حسب الويكيبيديا الإنجليزيّة تعني كلمة الفلّاقة حرفيّاً قطّاع الطرق واستعملت في إشارة إلى الحركات المناوئة للإستعمار في إفريقيا الشماليّة تحت الحكم الفرنسي خصوصاً خلال الحرب الجزائريّة ١٩٥٤-١٩٦٢. 





لنا عودة إلى الجزائر في معرض دمشق الدولي عام ١٩٥٧. ماذا عن "الخطر الشيوعي"؟ 


بدا الاتّحاد السوڤييتّي في طريقه إلى القمّة في خمسينات القرن العشرين ولا أقصد هنا لا قدراته العسكريّة ولا أسلحته النوويّة بل إنجازاته العلميّة الرائدة من أوّل قمر صناعي إلى أوّل رائد فضاء إلى المحطّات الفضائيّة... وكلّ هذا خلال أقلّ من جيل واحد من حرب طاحنة تحمّل عبئها الأكبر وأكلت عشرين مليوناً من أبنائه ودمّرت البنية التحتيّة في عدد من أكبر مدنه. انتصر السوڤييت في هذه الحرب (١٩٤١-١٩٤٥) بما يشبه المعجزة وتعافوا من تبعاتها بسرعة خارقة أو هكذا أوحت ظواهر الأمور آنذاك ودفع هذا الكثيرين للمراهنة عليهم والتحالف معهم. 


من السهل اليوم أن نستخفّ بالتجربة السوڤييتيّة في ضوء ما حصل قبل ثلاثين عاماً (لا داعي هنا لتحليل أسباب تفكّك الاتّحاد السوڤييتي) ولكن لتوخّي العدل يتعيّن النظر إليها بعيون الخمسينات أي عيون أمّهاتنا وآبائنا من جهة وعيون شعوب الغرب من جهة ثانية وصحافته التي حملت عناويناً مفزعةً في أعقاب ما سمي بإنذار بولجانين (نسبة إلى Nikolai Bulganin) إلى فرنسا وإنجلترا وإسرائيل خلال أزمة السويس. روسيا السوڤييتيّة غير روسيا اليوم جغرافيّاً وبشريّاً وعلميّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً. 


هكذا على الأقلّ ما اعتقدته الملايين شرقاّ وغرباً في ماضٍ ليس بالبعيد.  

No comments:

Post a Comment