Monday, May 31, 2021

جامع التوريزي: التوزيع

 


زوّدنا Herzfeld في مطلع القرن العشرين بمخطّط لهذا الجامع أسقط منه المئذنة المستقلّة. أخذ العلبي الصورة الملحقة للواجهة عن Wulzinger & Watzinger وتعود اللقطة لعام ١٩١٧ أو العام الذي يليه على أبعد تقدير.


الموقع في القنوات باب سريجة شمال قبر عاتكة والنسبة للأمير غرس الدين خليل التوريزي (التبريزي نسبة لمدينة تبريز في إيران وحرّفت التسمية لتصبح جامع التيروزي) الذي دفن في التربة الملحقة بالجامع في حزيران عام ١٤٢٣.


بدأ التوريزي اعتباراً من عام  ١٤١٥ ببناء جامع وحمّام. أنجزت التربة أوّلاً وبدأ العمل ببناء الجامع عام ١٤٢٠ لينجز مع المئذنة في سنة وفاة الأمير المذكور. 






تقع واجهة الجامع الأبلقيّة في الشمال ونرى فيها بوّابة المدخل وهي كناية عن تجويف بشكل المحراب ولكنّه (على عكس ما نراه في كثير من العمائر المملوكيّة كالمدرسة الظاهريّة والمدرسة الجقمقيّة وجامع السنجقدار..) يتوقّف تحت الطنف. يتوّج هذه البوّابة عقد ثلاثيّ الفصوص وندخل عبرها إلى الحرم. ليست الميضأة في الجامع بل في "إحدى العقارات المجاورة" أو على الأقلّ هكذا كانت عندما أجرى المستشرقان الألمانيّان دراستهما الميدانيّة.  


 تقع التربة على يمين الداخل وهي مربّعة المسقط تتوّجها قبّة مؤلّفة من رقبتين لكلّ منهما إثنا عشر ضلعاً تعلوهما طاسة. تخترق إثنا عشر نافذة الرقبة العلويّة وثماني نوافذ الرقبة السفليّة وهناك تشابه لا بأس به بين هذه القبّة وبين نظيرتها المأسوف عليها قبّة الخانقاه اليونسيّة. يشغل ضريحان هذه التربة الأوّل للأمير التوريزي والثاني - أصغر منه بقليل - مجهول الهويّة (تسائل W & W فيما إذا كان "قبر عاتكة").


يتألّف حرم الصلاة من ثلاث بلاطات (aisles بالإنجليزيّة أو vaisseaux بالفرنسيّة) توازي الجدار القبلي ويظهر المخطّط أنّ البلاطتين الوسطى والجنوبيّة متماثلتان من ناحية الأبعاد أمّا الشماليّة فتتجاوزهما طولاً. يعتمد تقسيم البلاطات هذا على أربع دعائم تشكّل قنطرتين arcades لكلّ منهما ثلاث فتحات baies.  


لا يتمتّع جامع التيروزي بصحن مركزي بل هو الأوّل في دمشق المسقوف على غرار النماذج القاهريّة. السقف مكوّن من الطين والجذوع الخشبيّة المتراصّة وكان يحمل رنكاً مملوكيّاً. 


ينصّف المحراب - ذو الإطار الحجري - الجدار القبلي وهناك عمودان على كلّ من جانبيّ تجويفه. نرى في هذه التجويف من الأسفل إلى الأعلى وزرة dado ثمّ أعمدة جداريّة pilastres ثمّ شريط كتابي فالمقرنصات وأخيراً طاسة وعقد المحراب. المنبر الحجري أصلي حسب W & W وله باب تعلوه شرّافات merlons يصعد منه إلى مكان الخطيب المسقوف والمزيّن أيضاً بالشرّافات وفوق كلّ هذا قبّة صغيرة. 


المئذنة مربّعة المسقط (كما في جامع الأقصاب وجامع البزوري) باستثناء الجوسق ومتعدّدة الطوابق يفصل الشارع بينها وبين الجامع الذي يقع إلى جنوبها. زيّنت هذه المئذنة في الماضي بزخارف غنيّة من القاشاني مكوّنة من عناصر بيضاء على خلفيّة زرقاء. لم يبق من قاشاني المئذنة إلّا قطع متفرّقة هنا وهناك ومن حسن الحظّ يختلف الحال في قاشاني الجامع والتربة كما سنرى.






أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


جامع التوريزي


خزف جامع التوريزي








Gérard DegeorgeDamas: Des Origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997.


Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment