لا يزال هذا الجامع المملوكي مع التربة الملحقة به في حالة جيّدة رغم مرور قرابة ستمائة سنة على بنائه. أنجزت التربة قبل الجامع ودفن فيها الأمير غرس الدين بن خليل التوريزي عام ١٤٢٣ للميلاد.
يتميّز هذا الجامع بزينته من الخزف أو القاشاني إذا شئنا والتي نراها على جدار حرم الصلاة الجنوبي على امتداد أربع عشر متراً وارتفاع متر ونصف ونرى ألواح الخزف أيضاً موزّعة بسخاءٍ في غرفة الدفن أمّا عن التفاصيل فهي مكوّنة كما نرى في الصورة من مسدّسات طول ضلعها ١٤٥ من معاشير المتر وتملأ بعض هذه المسدّسات أشكال نباتيّة وبعضها الآخر نجوم بدورها مسدّسة وبعضها طيور وآنية وما إلى ذلك.
تعزى هذه الألواح إلى الخزّاف غيبي الشامي أو غيبي التوريزي وعلى ما يبدوا استعمل اسم هذا الشخص من قبل أبنائه وأقربائه وتلامذته وبالتالي فهو أقرب ما يكون لمدرسة أو أسلوب معيّن كان واسع الانتشار في دمشق ومن تأثّر بها قبل العهد العثماني ولربّما كان لغيبي ومدرسته ورشة في القاهرة إلى جانب مقرّهما في دمشق.
يمتاز خزف غيبي بالدقة وتعدّد عناصر زخرفته motifs وغناها ويغلب فيه اللون الأزرق على خلفيّة بيضاء. نجد نماذجاً شبيهةً بقاشاني التوريزي في ألواح مآذن جوامع الأقصاب والبزوري والقلعي وغيرها وجميعها أمثلة من دمشق ليس غير.
عفيف بهنسي. القاشاني الدمشقي. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
No comments:
Post a Comment