Saturday, August 29, 2020

خطط دمشق الرومانيّة



كثير من أحجار المدينة الرومانيّة ما أعيد استعماله لاحقاً في العهود الإسلاميّة (المثال الأشهر الجامع الأموي بالطبع) ومزيد منها يرقد عدّة أمتار تحت مستوى الأرض الحالي وهناك بالطبع ما فقد إلى غير عودة. 


سار عدد من المستشرقين اعتباراً من منتصف القرن التاسع عشر على الأنقاض الدارسة وتمكّنوا بالفحص والتمحيص والتصوير من رسم الخطوط العريضة للمدينة الكلاسيكيّة. أستعمل هنا خريطة الدكتورة Sack لوضع النقاط على الحروف وهي بالطبع ليست الأولى ولكنّها مبسّطة ودقيقة بما فيه الكفاية كنقطة بداية للمهتمّين من غير الأخصّائييّن.  


إذا بدأنا بالسور والباب الشرقي متّجهين عكس عقارب الساعة نعاين الأبواب التالية: توما والجنيق والفراديس والجابية والصغير وكيسان (باب بولس على الخريطة). المجموع سبعة. 


محور المدينة الكبير (الشارع المستقيم في الكتاب المقدّس) طولاني يمتدّ من الباب الشرقي إلى باب الجابية ويدعى decumanus maximus. يتعامد هذا المحور مع محور آخر شمالي-جنوبي يدعى cardo ويوافق في قسمه الشمالي شارع باب توما حاليّاً. 


فلنتّجه الآن من الشرق إلى الغرب داخل سور المدينة:


- حيّ النيبطون (الأنباط) شرق cardo أو شارع باب توما أحدث من الأحياء الواقعة غربه ويتواجد بيت حنانيا فيه وليس هذا الأخير ببعيد عن الباب الشرقي. 


- ساحة المدينة (Agora يونانيّة أو Forum في العهد الروماني) ودعيت لاحقاً رحبة خالد بن أسيد أو باختصار رحبة خالد. غطّت الأبنية الساحة لاحقاً.


- طريق معمّد يصل بين ساحة المدينة شرقاً ومعبد المشتري غرباً دعي قديماً Via Sacra أو الطريق المقدّسة نسبة لمرور المواكب الدينيّة عبره. 


- معبد المشتري الهائل الحجم. يوافق قسمه الداخلي أو temenos جامع بني أميّة الكبير حاليّاً على وجه التقريب أمّا القسم الخارجي peribolos الذي يطوّقه (مع إضافة السوق المدعو Gamma على الضلعين الشمالي والغربي) فقد تلاشى لاحقاً وإن بقي لنا منه بعض من مكوّنات المدخل الغربي المهيب propylaeum وإلى حدّ أقلّ نظيره الشرقي. 


- الحصن الروماني castrum مختلف عليه. هناك دلائل قاطعة على وجود قلعة شمال غرب المدينة بداية من العهد السلجوقي وبالمقابل لا نستطيع الجزم فيما يتعلّق بالبنى التي سبقتها (لنا عودة للموضوع). لا شكّ في وجود مكوّنات رومانيّة من الأعمدة وغيرها في القلعة ولكن التفسير الأرجح لهذا هو بكل بساطة استعمال حجارة معبد المشتري الخارجي في بنائها. كلمة  castrum لاتينيّة ومنه اشتقّت "قصر" بالعربيّة و alcazar بالإسبانيّة وهي تعني مقرّ إقامة الحاكم palace (تعرّب هذه الكلمة أيضاً "قصر" ولكن معناها مختلف) + fortress حصن أو "مقرّ إقامة الحاكم المحصّن". 


- السهم المنقّط يشير إلى القناة أو "القنوات" المتّجهة نحو باب الجابية. 


- داخل باب الجابية وجنوب الشارع المستقيم وضعت Sack تصوّراً للمسرح مع علامة استفهام. نعرف اليوم بفصل أعمال المعهد الدانماركي أنّ المسرح كان موجوداً فعلاً كما تشهد بقاياه تحت بيت العقّاد وبيت حورانيّة









دوروتيه ساك. نتائج المسح الأثري لمدينة دمشق القديمة داخل الأسوار ١٩٧٥-١٩٨٠. تعريب وتلخيص قاسم طويرالحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥. 


خرائط الدكتورة ساك 

No comments:

Post a Comment