بقي المسح العقاري الذي أجري في مطلع ثلاثينات القرن العشرين (في ظلّ الانتداب الفرنسي) دون تعديل لنصف قرن. حاولت الدكتورة Dorothée Sack استئناف ما بدأه السلف بدراسة ميدانيّة أجرتها في المدينة القديمة بين ١٩٧٥ و ١٩٨٠ رصدت ووثّقت فيها ٨٠٠ بناء اعتبرت ٤٢٣ منها جديراً بالمحافظة عليه (١٦٥ بناء عامّ و ٢٥٨ من "المنشآت التجاريّة والبيوت السكنيّة") في حين لم يتجاوز ما سجّلته المديريّة العامّة للآثار والمتاحف كمبان أثريّة وقتها ٧١.
لا أملك الأصل الألماني للمقال ولا أعرف الألمانيّة في كلّ الأحوال ومن حسن الحظّ قام الأستاذ قاسم طوير بتعريب وتلخيص النصّ في المجلد الخامس والثلاثين للحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة كما عرّب سابقاً كتاب Wulzinger و Watzinger المرجعي عن دمشق وكما سيعرّب لاحقاً كتاب الدكتورة Sack عن العاصمة السوريّة.
هناك بعض المآخذ على التعريب أهمّها النصّ الشديد الاختصار (١٠ صفحات من أصل ٣٦) والباقي موزّع بين ١٤ صورة و ١١ خريطة دون أي تعليق على هذه الصور والخرائط وعلّ السبب أنّ المعرّب افترض أنّه يوجّه البحث للأخصّائييّن حصراً وبالتالي لا حاجة للشرح والتفسير والحيثيّات. خرائط Sack متوافرة اليوم بدقّة عالية والفضل للعهد المعلوماتي (الرابط أدناه).
لدينا أيضاً بعض أخطاء التسمية التي نجمت على الأغلب من "ترجمة الترجمة" وعلى سبيل المثال بيت "فوزي غازي" (يرجح أنّ المقصود فوزي الغزّي) وبيت "لنداو" (نيادو؟) وغيرها.
تكمن أهميّة البحث في صدوره قبيل فورة المطاعم والفنادق التي أنقذت -إذا شئنا- عدداً من هذه البيوت عن طريق تحويلها إلى مطاعم وفنادق في إطار عمليّة gentrification للمدينة التاريخيّة.
سأتعرّض باختصار لرؤوس أقلام الدراسة في الأيّام القليلة المقبلة.
دوروتيه ساك. نتائج المسح الأثري لمدينة دمشق القديمة داخل الأسوار ١٩٧٥-١٩٨٠. تعريب وتلخيص قاسم طوير. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
No comments:
Post a Comment