لم يصلنا هذا الضريح في حالته الأصليّة بل طرأ عليه تعديلات منذ "بضع عشر سنة" هدفها إفساح المجال لممارسة الشعائر الدينيّة واستيعاب الزوّار الذي يقصدون المكان للتبرّك به. أفاد الأستاذ شحادة -دون خرائط ومخطّطات تبيّن القديم من الحديث- أنّ التعديلات شملت إيوان المدخل الذي شطر إلى قسمين: غربي لإيواء خادم الضريح والزائر المضطّر للمبيت في الماضي (أي عندما كان الترحال على ظهور الدوابّ) والقسم الآخر معبراً للداخل حفرت فيه بئر للسقاية. ألحق بالإيوان المعدّل غرفتان صغيرتان.
القبر موجود إلى جانب الصحن المكشوف بين الأواوين أبعاده ٣١٠ x ١٥٠ عشير المتر (الارتفاع غير مذكور) أمّا عن البناء فهو بالحجر الكلسي مع مؤونة من الكلس والطين وهناك شراريف مملوكيّة الطراز تزيّن أعلى الأواوين. قامت المديريّة العامّة للآثار والمتاحف بترميم البناء (التاريخ غير مذكور وكل ما يمكن استنتاجه أنّه سابق لنشر المقال عام ١٩٨٥).
أخيراً هناك مقام الشيخ بحيى أبي زكريّا (الصورة الأولى) الذي يجاور ضريح عمر على بعد بضعة أمتار إلى الشرق وهو مربّع الشكل ضلعه ٤٧٠ عشير المتر وارتفاعه أربعة أمتار موزّعة على سبعة مداميك. يعلوا المقام قبّة نصف كرويّة وله مدخل من الشمال ونافذة غربيّة ومحراب يتصدّر جداره القبلي. البناء مشيّد من حجارة كلسيّة متقنة الصنع ويرقى حسب المؤلّف إلى أواخر العهد البيزنطي.
كامل شحادة. عمر بن عبد العزيز وضريحه في دير الشرقي بالمعرّة. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة. المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
ضريح عمر بن عبد العزيز: الطبوغرافيا التاريخيّة
ضريح عمر بن عبد العزيز: تاريخ البناء
No comments:
Post a Comment