Friday, August 28, 2020

صحن البيت الدمشقي



لا ريب أنّ الصحن مع عناصره (الإيوان والبحرة) يشكّل قسماً كبيراً من مساحة البيت الشامي التقليدي المتمركز حوله وتتفاوت هذه المساحة تبعاً لعدّة عوامل ماديّة وطبوغرافيّة وشخصيّة ولربّما تجاوزت مساحة الفسم المسقوف من البيت في بعض الحالات. 


مع ذلك أشكّك بالرقم الذي اقترحته الدكتورة Dorothée Sack (كما نقل عنها الأستاذ قاسم طوير في الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة) عندما قدّرت أنّ صحون البيوت الشاميّة مجتمعة تشكّل ٧٠-٨٠٪ من مساحة المدينة! المقال مخصّص للمدينة داخل السور ومع ذلك يبدوا لي أنّ هذا التقدير مبالغ به حتّى إذا أدخلنا بعين الاعتبار صحنيّ الجامع الأموي والقلعة. لربّما قارب الرقم الصواب إذا استثنينا الأسواق والشوارع والأماكن العامّة والتجاريّة عموماً ويجب هنا التوكيد أنّ المعلومة مأخوذة من التعريب المختزل وليس من النصّ الأصلي الألماني.


يمكن مشاهدة أكثر من صحن في البيوت الموسرة وتضيف Sack أنّ بيت المسلم الثري "يتألّف عادة من ثلاث باحات" وأنّ ثلاثاً من بيوت دمشق تحتوي على أكثر من أربع باحات دون تسمية هذه البيوت الثلاثة وعلّها تقصد قصر العظم ومكتب عنبر وبيت فارحي. 


أخيراً تقسم بيوت أغنياء المسلمين لبرّاني (سلاملك) وجوّاني (حرملك) يتمركز كلّ منهما حول صحنه الخاصّ وعادة يتجاوز الجوّاني نظيره البرّاني في الأبّهة والاتّساع أمّا في البيوت المسيحيّة فيندمج الإثنان حول صحن مركزي كبير بينما تخصّص الصحون الإضافيّة إذا وجدت للخدم والمطبخ.   









دوروتيه ساك. نتائج المسح الأثري لمدينة دمشق القديمة داخل الأسوار ١٩٧٥-١٩٨٠. تعريب وتلخيص قاسم طويرالحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥. 


خرائط الدكتورة ساك 


نتائج المسح الأثري لدمشق داخل السور


دمشق داخل السور: المباني الجديرة بالإنقاذ والصيانة


نسيج دمشق العمراني من العثمانييّن إلى الفرنسييّن



No comments:

Post a Comment