Saturday, August 22, 2020

ضريح عمر بن عبد العزيز: الطبوغرافيا التاريخيّة


وافت المنيّة الخليفة الأموي عمر ابن عبد العزيز عام ٧٢٠  للميلاد في طريق عودته إلى دمشق من خناصرة (أو خناصر: ٤٥ كيلومتراً جنوب شرق حلب) إلى دمشق ليدفن في قرية دير النقيرة أو دير سمعان أو ما يعرف حاليّاً باسم دير الشرقي إلى الجنوب والشرق من معرّة النعمان


من الملفت للنظر أنّ أقدم من ذكر موت عمر ودفنه في هذا الموقع هو المسعودي المتوفّي عام ٣٤٥ للهجرة (الموافق ٩٥٦-٩٥٧ للميلاد) أي بعد موت الخليفة بأكثر من مائتيّ سنة ويطرح هذا الفرق العديد من التساؤلات عن دقّة -إن لم نكن صحّة- المعلومات بيد أنّه لا مفرّ من ثغرات كهذه في أيّ محاولة لتقصّي الحقائق المتعلّقة بتاريخ يتجاوز الألف من السنوات. تلى المسعودي ياقوت وابن شدّاد (كلاهما من القرن الثالث عشر وبالتالي أبعد من المسعودي بثلاثة قرون عن العهد الأموي)  فقال الأوّل أنّ أنّ القبر في دير النقيرة وفي مكان آخر أنّه في دير مرّان قرب المعرّة بينما أفاد الثاني - نقلاً عن ابن العديم - أنّه في دير سمعان أو دير النقيرة وقربه قبر الشيخ أبي زكريّا يحيى بن منصور. ذكر الأستاذ كامل شحادة عدداً من المصادر التاريخيّة اللاحقة التي لا تخرج عموماً عن سابقتها. 


هناك أكثر من دير ينسب إلى القدّيس سمعان العمودي (٣٩٠-٤٥٩) أشهرها بالطبع ما يعرف اليوم بقلعة سمعان وأحدها - بيت القصيد هنا - جنوب المعرّة حيث مرّت الطريق القديمة بين خناصر وحلب شمالاً إلى دمشق مروراً بحماة وحمص جنوباً. عرف الدير بالنقيرة ونسب إلى رئيس له من أتباع سمعان العمودي. ذكر الأستاذ شحادة نصّاً سريانيّاً يشير لموت عمر في دير النقيرة عام ٧٢٠. 


يقع دير سمعان أو بالأحرى أطلاله على مسافة ثلاثمائة متر غرب النقيرة أمّا دير مرّان فتواجد على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الغرب وتغطّي بقاياه قمّة مرتفع يدعى تلّ العين. 


إذاً لدينا جنوب المعرّة موقعان باسم الدير: الأوّل دير الشرقي نسبة لدير سمعان والثاني دير الغربي نسبة لدير مرّان. دير الشرقي ملاصق لموقع النقيرة حيث دفن الخليفة (بطل استعمال التسمية الأخيرة منذ القرن التاسع عشر ولكن لدينا دلائل قاطعة على وجودها في سجلّات محكمة حماة الشرعيّة المحفوظة في مديريّة المخطوطات والوثائق بدمشق). 


بقي أن نتعرّض لتاريخ ووصف البناء. 



كامل شحادة. عمر بن عبد العزيز وضريحه في دير الشرقي بالمعرّة. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة. المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.


ضريح عمر بن عبد العزيز


No comments:

Post a Comment