Sunday, August 9, 2020

القاشاني الدمشقي


قمت باختزال المعلومات أدناه عن مقال مصوّر للدكتور عفيف بهنسي بطول ٥٧ صفحة نشر في المجلّد الخامس والثلاثين للحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة عام ١٩٨٥. 


ينسب القاشاني أو صناعة البلاطات الخزفيّة ذات البريق المعدني إلى  مدينة قاشان في إيران التي كانت مركزاً هامّاً لصناعة الخزف في القرنين الثالث عشر والرابع عشر ولكنّ الخزف في بلاد الشام أقدم بكثير بدلالة كسر من العهد العبّاسي اكتشفت في قصر البنات في الرقّة. 


في كلّ الأحوال انتشر استعمال القاشاني في العهد العثماني ومن أشهر مخلّفاته ألواح قبّة الصخرة في القدس التي حلّت محلّ الفسيفساء التالفة إبّان حكم السلطان سليمان القانوني. استناداً إلى ذلك نسب البعض قاشاني دمشق إلى مدرسة إزنيق (Nicaea قديماً) شمال غرب آسيا الصغرى بيد أنّ قاشاني دمشق سابق لدخول العثمانييّن ولربّما تأثّر هؤلاء بالفنّ السوري وليس العكس. أجرى عدد من علماء الغرب ومنهم الألمانيّان Wulzinger & Watzinger والفرنسي Eustache de Lorey تنقيبات في النصف الأوّل من القرن العشرين اكتشفوا من خلالها دلائل على تواجد أكثر من مصنع للخزف خارج الباب الشرقي ومناطق ثانية وجميعها سابقة للعهد العثماني. علاوة على ذلك تتميّز البلاطات الخزفيّة الدمشقيّة الأولى بغياب اللون الأحمر البندوري الذي يبرز في فنّ إزنيق إذ يقتصر الخزف الدمشقي على ألوان الأخضر والأزرق والأسود على خلفيّة بيضاء. هناك أيضاً ما يشير إلى أنّ تقنيّة الرسم والتلوين على الخزف ثمّ طلاء الألواح بمادّة زجاجيّة شفّافة أعرق في الشام منها في الأناضول وينطبق ذلك أيضاً على ألوان البريق المعدني التي تعود للعهود الفاطميّة والعبّاسيّة. 


إذاً لا جدال في كون الخزف الدمشقي دمشقيّ المنشأ رغم غياب أسماء الحرفييّن عن كثير من الأعمال الفنيّة التي تركوها. 


أنوي التعرّض لبعض الأمثلة في الأيّام القليلة المقبلة. 





عفيف بهنسي. القاشاني الدمشقي. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥. 



No comments:

Post a Comment