Saturday, May 8, 2021

تربة أمة اللطيف: الكتابة التأسيسيّة



اكتنف الغموض هويّة هذه التربة إلى أمد قريب نسبيّاً. اقتصر ذكرها في الجزء الثاني من كتاب Wulzinger & Watzinger (ص ٢٤٠ من تعريب الأستاذ قاسم طوير) على أحد المباني الموزّعة "حول الضفّة الشماليّة المنحدرة لنهر يزيد كما أنّ طريق التراموي الحديث يلفّ حول هذه المجموعة من جهتها الجنوبيّة الشرقيّة" ومن هذه المباني "قبّة أكبر من السابقة يطلق عليها الجوار اسم مدرسة زقاق الزيتوني". أضف إلى الالتباس تسميتها المدرسة اليغموريّة من قبل المديريّة العامّة للآثار والمتاحف والدكتور عبد القادر ريحاوي في كتاب العمارة العربيّة الإسلاميّة (ص ١٤٩ من الطبعة الثانية). 


السبب على الأغلب يعود لموقع المدرسة المحاطة بالأبنية الحديثة المتنافرة معها من جهة, ومكان النقش الكتابي التأسيسي فوق ساكف نافذة (مسدودة كما نرى في الصورة عن Allen) على أحد جوانب البناء بعيداً عن الشارع والأنظار من جهة ثانية. الحيّز المتاح في هذا الموقع شديد الضيق ومنه عزوف Sauvaget وغيره عن محاولة فكّ طلاسم الكتابة في النصف الأوّل من القرن العشرين. أوّل من قرأ النصّ المستشرق الألماني Heinz Gaube (مواليد ١٩٤٠ في تشكيا عندما كانت أحد مكوّنات ألمانيا) وله الفضل في أسبقيّة نشره عام ١٩٧٨. 




الكتابة طويلة وموزّعة على ستّة أسطر لتشغل إطاراً مستطيلاً بالكامل ينتهي على جانبيه كذيل الحمام dovetail أمّا عن النصّ فهو الآتي (عن موسوعة الآثار والسيّدة نسرين بوظة مع الشكر):


١. بسم الله الرحمن الرحيم أنشأت هذه التربة المباركة التي في لحف جبل قاسيون جوار دار الحديث المعروفة قديماً بزاوية الشيخ عبد الله اليوني بانيها ويومئذ بدار

٢. الحديث النبوي الفقيرة إلى رحمة ربّها عزّ وجلّ أمة اللطيف بنت الشيخ الفقيه الإمام العالم الأوحد ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهّاب

٣. الحنبلي الأنصاري قدّس الله روحه ونوّر ضريحه آنسها الله عزّ وجلّ في قبرها عند وحشتها بشهادة أن لا إلى إلّا الله وأنّ محمّداً

٤. عبده ورسوله صلّى الله عليه وسلّم فإنّها صنّفت كتباً منها التسديد في شهادة التوحيد في قول لا إله إلّا الله وكتاب برّ الوالدين وكتاب محبّة

٥. للّه ورسوله صلّى الله عليه وسلّم ترجو بهما النجاة والرحمة يوم القيامة إن شا الله وقد أوقفت على التربة برسم القرّا على ضريحها وخادم يتولّى

٦. خدمة القبر وزيت وشمع وبخّور بستان صدقة وقاعة بدمشق بما نصّ عليه كتاب الوقف وذلك في شهر رجب أربعين وستّماية (*) 


(*) على الأغلب ٦٤٣ (الموافق ١٢٤٥ للميلاد أي تاريخ وفاة وليّة نعمتها الصاحبة ربيعة خاتون).  






أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 


عبد القادر ريحاوي. العمارة العربيّة الإسلاميّة. الطبعة الثانية ١٩٩٩


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


نسرين بوظة. موسوعة الآثار في سورية


تربة أمة اللطيف


أمة اللطيف


زهد العالمة أمة اللطيف








 Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment