Sunday, May 23, 2021

ترميم الجامع الأموي‎

 


لربّما التعبير الأصحّ "إعادة بناء" الجامع  والسبب بكل بساطة أنّ حريق تشرين أوّل ١٨٩٣ أتى على الأموي برمّته عمليّاً باستثناء الهيكل إلى درجة أنّ الكثيرين اعتقدوا أنّه انتهى  أو على الأقلّ أنّه لن يعود كما كان. انتقد البعض طريقة ترميمه أثناء هذا الترميم  (مثلاً مهندس العمارة الإنجليزي Richard Phené Spiers)  وبعد إنجازه (المستشرق الفرنسي الغزير الإنتاج Jean Sauvaget الذي ارتأى أنّ قبّة النسر الحاليّة سخيفة الشكل "d'une forme ridicule" مقارنة مع السابقة وأعطانا تسلسلاً زمنيّاً لأعمال الترميم كما يلي:


١٩٠٤-١٩١٠: إعادة بناء حرم الصلاة والقسم العلوي من المئذنة الشماليّة وإضافة مظلّة auvent وتصفيح رخامي للواجهة الغربيّة. 

- ١٩٢٤: تبديل عمودين في الرواق الشرقي.

١٩٢٨-١٩٣٠: كشف الفسيفساء.


زوّدنا العلبي بالمزيد من التفاصيل عن الترميم الذي قال أنّه بدأ بعد سنتين من الحريق ليفتتح الجامع في الثامن والعشرين من جمادى الأولى عام ١٣٢٠ (الموافق الثاني من أيلول ١٩٠٢). نقشت فوق السدّة أبيات من الشعر منها:


طرقت عليه طوارق فتهدّمت           منه الدعائم ثمّ عاد مشيّدا

قد تمّ تجديداً بعصر مليكنا               عبد الحميد أعزّ سلطان يدا

الحمد لله أتى تاريخه                      الشام جامعها بخير جدّدا


الخلاف بين تواريخ الترميم حسب Sauvaget ونظيرتها في العلبي كبيرة بيد أنّ هذا الأخير تحفّظ فأضاف "وبعد ذلك أجريت إصلاحات جزئيّة متوالية في الجامع وفتحت فيه ورشة للفسيفساء وما زالت أعمال الصيانة والترميم مستمرّة فيه" واستشهد كمرجع بكتابات الشيخ علي الطنطاوي. 


جمع الأهالي مائة ألف ليرة ذهبيّة وأمدّهم السلطان عبد الحميد الثاني بما يلزمهم (العلبي) وتطوّع للعمال أناس من دمشق وخارجها. نقلت الحجارة من مقلع بالمزّة باستعمال عربة من تصميم عبد الله الحموي لا زالت محفوظة في الزاوية الشرقيّة الشماليّة للجامع إلى اليوم. 


أنجز القسم الشرقي من حرم الصلاة أوّلاً وفرش بالسجّاد وعلّقت فيه الثريّات ومنها ثريّا كبيرة إلى جانب مقام يحيى بن زكريّا. بوشر بعد ذلك بالقسم الغربي بداية بالمنبر والمحراب الكبير (محراب الحنفيّة) الذي كلّف وحده ألف ليرة ذهبيّة. صنع أولاد أبي نجيب الدهّان النوافذ الزجاجيّة فوق المنبر ونقلوا بعضاً من ألواح القاشاني من جامع درويش باشا ليضعوها فوق محراب الحنفيّة ورفع السقف باستعمال أخشاب الغوطة. 


أضاف العلبي أنّ ما بقي من الجامع القديم (أي الجامع كما أعيد بناؤه بعد حريق ١٠٦٩ للميلاد وليس جامع الوليد الأصلي) لا يتعدّى "أبوابه والجهة الغربيّة وبضمنها الفسيفساء وقواعد مناراته وبعض الأركان والقبّة الغربيّة" أي قبّة الخزنة في الصحن.  





أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 


حريق الجامع الأموي


عن ترميم  الجامع الأموي بعد حريق ١٨٩٣


ترميم الجامع الأموي بعد حريق ١٠٦٩ للميلاد






Jean Sauvaget. Les monuments historique de Damas


Octobre 1893: la Grande Mosquée des Omniades n'est plus!

No comments:

Post a Comment