اعتقد كثير من المستشرقين أنّ جامع بني أميّة قد انتهى بعد حريقه الكبير في العقد الأخير من القرن التاسع عشر وكان هذا على الرغم من الجهود الحثيثة المبذولة وقتها لترميمه في أسرع وقت ممكن ليعود فيتصدّر مدينة دمشق كما فعل منذ أكثر من ألف سنة. الأسطر التالية ترجمة للصفحات ٢٤٢-٢٤٤ من كتاب "العمارة بين الشرق والغرب" للعالم الفنّان Richard Phené Spiers. الكتاب صدر عام ١٩٠٥ ولكنّه يعكس الوضع في الأعوام التالية للحريق وبدايات الترميم بدلالة النبرة المتشائمة:
بقي أن أقول بضعة كلمات عن ترميم الجامع وأدين بهذه المعلومات للدكتور Edwin Freshfield الذي زاره قبل الإمبراطور الألماني مباشرة (*) وكتب ما يلي: "حالة الجامع حاليّاً هي التالية. القسم الشرقي والتقاطع أصبحت ورشة معزولة عن القسم الغربي وعلى ما يبدوا بدأ المهندس المعماري الترميم في النهاية الشرقيّة. تمّ سقف هذا القسم حتّى المجاز المعترض وحاليّاً بوشر في تجهيز القبّة تحضيراً لاستعمالها في التقاطع. العمل في القسم الشرقي يتقدّم على قدم وساق وتمّت الاستعاضة عن الدعامات بسواري من الكلس تيجانها قورنثيّة أو مركّبة كما تمّ تمهيد جزء من الأرضيّة ولا يزال العمل جارياً عليها في التقاطع. الحيّزات (المدّات bays) الأخيرة من النهاية الشرقيّة لدى التقاطع مملوءة بالسقالات ولا يزال لدينا كميّة لا بأس بها من الزينة الرخاميّة القديمة والفسبفساء على الجدران خصوصاً على الحائط الشمالي للمجاز المعترض ولكنّي أعتقد أنّها ستهدم بكاملها. النهاية الغربيّة مكشوفة ولكنّها عمليّاً لم تمسّ".
يضيف الدكتور Freshfield في نهاية رسالة ثانية هذه الملاحظة: سيكون الجامع القديم المسكين في حالة لا يمكن التعرّف عليها لدى إتمام ترميمه" ويوحي هذا أنّ الجامع الكبير الذي بناه الخليفة الوليد قد زال من الوجود.
(*) زار الإمبراطور ولهلم الثاني دمشق عام ١٨٩٨.
No comments:
Post a Comment