Sunday, May 30, 2021

جامع الثقفي

 


أخذ العلبي الصورة الملحقة الملتقطة عام ١٩١٧ عن الألمانييّن Wulzinger & Watzinger. وصف هذان المستشرقان الجامع باختصار (الصفحة ١٠٤-١٠٥ من تعريب قاسم طوير) مع بعض الأخطاء التي صحّحها عبد القادر ريحاوي في الحواشي مستنداً إلى المراجع التاريخيّة. 


الموقع ظاهر باب توما ويدعى الجامع أيضاً جامع السقيفة. الباني غرس الدين خليل الطوغاني (وليس التوريزي كما زعم W & W اللذان أثارا  - دون دليل -احتمال قيامه على أنقاض كنيسة بيزنطيّة). لم يقم الألمانيّان بزيارة داخل الجامع بل اكتفيا بوصف واجهته الشماليّة ذات المداميك الأبلقيّة وهي في كلّ الأحوال أجمل ما فيه. 


طراز البناء مملوكي لا التباس فيه كما نرى في بوّابة المدخل التي تتوّجها أربعة صفوف من المقرنصات (حسب الصور ولكن المصدر الألماني ذكر خمسة صفوف) فوقها طاسة محزّزة نصف كرويّة. على يمين الناظر (أي غرب البوّابة) نرى نافذتين يعلوهما مستطيل كبير مؤطّر بزخارف هندسيّة وعلى جانبيه زهرتان من الحجارة المعشّقة (نموذج مملوكي بامتياز وهناك أمثلة إضاقيّة عليه في دمشق كما في بيت العقّاد في سوق الصوف وتربة لطفي باشا المندثرة على شارع جمال باشا - النصر). المئذنة حديثة نسبيّاً (قتيبة الشهابي ص ٢٤١) أنشأتها وزارة الأوقاف لدى تجديد الجامع عام ١٩٤٤.


ذكر أسعد طلس (ص ٢٢٤) أنّ واجهة الجامع أعيدت ثلاثة أمتار إلى الوراء إبّان تجديده وبالتالي فالجامع الحالي أصغر من الأصلي بيد أنّ الواجهة لم تمسّ وأعيد تركيبها كما كانت في موقعها الجديد. هناك ضريح في البهو كتب عليه بخطّ حديث "هذا ضريح عثمان الثقفي" وإليه نسبة الجامع أمّا المحراب والمنبر فهما عاديّان حسب تعبير طلس ونقرأ فوق المحراب بخطّ مملوكي جميل "إنّما يعمّر مساجد الله" إلى آخر الآية. ذكر المرادي في سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر تجديد عمارة المسجد بمبادرة ابن شقيشقه ١١٧٣ (الموافق ١٧٥٩-١٧٦٠ للميلاد). 


بقي أن نتعرّف بإيجاز على تاريخ الجامع وهنا يمكن اللجوء إلى عبد الباسط العلموي (نقله Sauvaire إلى الفرنسيّة في العقد الأخير للقرن التاسع عشر وأدرجت نصّه في منشور مستقلّ) ومصادره ومنها نعلم أنّ البداية كانت في مسجد السبعة أنابيب (الصفحة ١٣٨ لكتاب ابن شدّاد "الأعلاق الخطيرة" كما حقّقه سامي الدهّان) الذي "كان له منارة خشب وعنده سقاية جدّده الافتخار ياقوت الشراب دار الناصري في الأيّام الناصريّة" الذي تحوّل بعدها إلى جامع (أي مسجد جامع حيث تقام صلاة الجمعة لتمييزه عن المسجد أو المصلّى الأصغر) دعي جامع السقيفة أنجز بمبادرة من خليل الطوغاني رأس نوبة دار السعادة عام ٨١٤ للهجرة (١٤١١-١٤١٢ م). أضاف تقيّ الدين ابن قاضي شهبة مزيداً من التفاصيل فقال أنّه بني في محلّة السبعة في صفر ٨١٤ (أيّار - حزيران ١٤١١) وجعلت له نوافذ تطلّ على النهر (فرع بردى).   



 



أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


أسعد طلس. ثمار المقاصد في ذكر المساجد


قتيبة الشهابي. مآذن دمشق


ابن شدّاد. الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة تحقيق سامي الدهّان


جامع السقيفة






Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.


Henri Sauvaire. Description de Damas


Mosquée al-Ṯaqafī


No comments:

Post a Comment