ساهمت عدّة عوامل في إزاحة طريق القوافل المفضّل إلى الشرق من جبل الزاوية بعد الفتح الإسلامي:
- تدهور أنطاكيا سياسيّاً وصعود نجم حلب.
- عزوف - إن لم نقل نفور المؤمنين (يقصد Thoumin بكلمة croyants تحديداً المسلمين السنّة) وخشيتهم من الأقاليم التي حافظت فيها المسيحيّة على جذور متأصّلة والتي تشكّلت فيها طوائف دينيّة منشقّة من أشياع علي.
- غياب الأمن في الأرياف المجاورة لشيزر وأفاميا حلال الحروب الصليبيّة.
حلّ طريق حلب - المعرّة - حماة - حمص - قارة - دمشق محلّ الطريق القديم المنطلق من أنطاكيا. بالطبع تواجد في العهد البيزنطي طريق عبر قنّسرين Chalcis ad Belum نحو الجنوب يكاد يوافق الطريق الذي ستسلكه القوافل في العهد المملوكي وتبنى الخانات على مساره لاحقاً بيد أنّ أنطاكيا بقيت قبلة التجّار والموظّفين والقوافل والجيوش طالما تحكّمت العزيمة اليونانيّة في مصائر سوريّا.
تفرّعت الطرقات كالأشعّة من أنطاكيا نحو سلوقيا (السويديّة في لواء اسكندرون) واسكندرون وقاطمة (عفرين) و Beroa (حلب). إذا يمّمنا شطر الجنوب بدايةً من أنطاكيا إلى بعلبك نستطيع منها أخذ طريق يؤدّي إلى فينيقيا (الساحل اللبناني) أمّا من Daphnée (ضاحية في أنطاكيا) فهناك طريق يقودنا إلى Seleucobelas (جسر الشغور) يتفرّع عنه درب إلى اللاذقيّة بينما إذا اعتمدنا المسار شرق مستنقع الغاب نصل إلى أفاميا وإلى مفرق يتشعّب عنه طريقان:
الطريق الأوّل باتّجاه الغرب بعد عبور العاصي على جسر عمّورين (مهدوم عندما كتب Thoumin عام ١٩٣٦) محاذياً سفح جبل الأنصاريّة ليمرّ بمصياف ثمّ الرفنيّة إلى تلكلخ مع فرع إلى Antaradus (طرطوس) وطرابلس.
الطريق الثاني نحو الشرق عبر العاصي لدى Larissa (شيزر) ليصل إلى Epiphania (حماة) ويمرّ على جسرِ Aréthuse (الرستن) قبل أن يعبر العاصي مجدّداً في الاتّجاه المعاكس إلى حمص حيث ينطلق طريق تدمر. يدخل الطريق جنوب بحيرة حمص (قطّينة) إلى البقاع ليصل إلى بعلبك ويتفرّع إلى شعبتين الأولى باتّجاه الشرق إلى Abila (سوق وادي بردى) ودمشق والثانية غرباً نحو صيدا وصور.
الخريطة الملحقة عن Dussaud.
No comments:
Post a Comment