Friday, April 8, 2022

سوريّا الجوفاء

 


التعبير Cœlé Syrie منقول من اليونانيّة Κοίλη Συρία ويعني حرفيّاً "سوريّا الجوفاء" ولكنّه على الأرجح تحريف عن الآراميّة "كلّ سوريّا" تحوّل خلاله المعنى بين اللغتين بسبب تشابه لفظ الكلمتين بكل بساطة. 


مع ذلك مصطلح سوريّا الجوفاء منطقي وهو بمعناه الضيّق يشير إلى وادي البقاع ببن سلسلتيّ جبال لبنان أمّا بمعناه الأوسع فيشمل الأقاليم الممتدّة - من الشمال إلى الجنوب - من العمق يليه الغاب (بين جبال الساحل وجبل الزاوية) ثمّ البقاع فوادي الأردنّ والبحر الميّت وغور الأردنّ (بين جبال عجلون وموآب شرقاً وجبال وتلال فلسطين غرباً) ووادي العربة إلى البحر الأحمر والصدع الإفريقي. 


أتابع بعد هذه المقدّمة مزيد من المقتطفات من مقال Thoumin عن الغاب:


نأت الطرقات عن منخفض الغاب في الخمسمائة سنة الأخيرة بيد أنّه لعب دوراً حيويّاً في تواصل البلاد قديماً. اعتدنا على التمييز بين سوريّا الساحليّة (اسكندرون واللاذقيّة وطرابلس وبيروت وصيدا وحيفا) من جهة وسوريّا الداخليّة التي ترنو إلى الشرق وتحيا في تماس مع البادية وتشكّل مدن حلب وحماة وحمص ودمشق مراكزها السياسيّة والتجاريّة. يمتدّ شريط سوريّا الجوفاء بين سوريّا الساحليّة ونظيرتها الداخليّة عبر سهول ومنخفضات بين السلاسل الجبليّة المتوازية من الشمال إلى الجنوب كما يلي:


العمق - الغاب - البقاع - الحولة.


لا تنتمي هذه الأقاليم لا إلى سوريّا المتوسّطيّة (أي الساحل على البحر المتوسّط) ولا إلى المنطقة المتاخمة للبادية بل تشكّل بلاداً شديدة التمايز تتمتّع بخصائص فيزيائيّة معيّنة عائدة إلى الجبال التي تجاورها وخصوبة تربتها. 


على ما يبدو نشطت الحياة السوريّة إلى حدّها الأقصى في هذه الأراضي الواطئة قبل الانتصار النهائي لسلاح ونزعات العرب والإسلام. عرفت سوريّا الجوفاء ازدهاراً دام طالما تربّعت أنطاكيا على رأس آسيا الغربيّة ولم يأفل نجمها إلّا مع انحطاط المدينة التي أسّسها سلوقس الأوّل.






No comments:

Post a Comment