Saturday, April 23, 2022

قرى المستنقعات

 


تعرّضنا سابقاّ إلى قرى الغاب التي استوطنها أهلها في العصور الغابرة (محردة والسقيلبيّة وشيزر وقلعة المضيق) وإلى نموذجين من قرى بدو الموالي (حيالين والجلمة). نأتي اليوم إلى الصنف الثالث ألا وهو قرى المستنقعات. الأسطر التالية منقولة كما هي العادة عن الجغرافي الفرنسي Thoumin ومقاله الذي رأى النور عام ١٩٣٦. 


استوطنت جماعات من البدو منطقة المستنقعات في الغاب منذ زمن بعيد. لا نجد بين بدو المستنقعات وبدو الموالي أي صلة من أي نوع إذ لعبت عدّة عوامل من أصل التجمّعات والبيئة المحيطة والأنشطة الاقتصاديّة دورها في تشكيل شعب لا يقلّ اختلافاً عن الحضر المستقرّين في السقيلبيّة وقلعة المضيق منه عن البدو من سكّان الجلمة وحيالين.   


يصعب الحصول على معطيات دقيقة عن استيطان الموالي ولكن مع الإلحاح في سؤال زعماء القبائل العربيّة أوّلاً وأهل حماة ثانيّاً والعائلات التي استقرّت في القرى الجديدة ثالثاً والمستوطنين القدماء أخيراً (أي سكّان محردة والسقيلبيّة وشيزر وقلعة المضيق) نستطيع تمييز بعض السمات التي تؤكّدها هذه المصادر الأربعة مباشرةً أو بطريقةٍ غير مباشرة.    


بالمقابل مصادر معلوماتنا عن قرى المستنقعات أكثر ندرةً وأصعب على التحقّق إذ تقتصر علاقة أهلها مع سكّان المدن على الأحاديث ذات الصلة بالمساومة على صيد سمك السلّور أمّا علاقتهم مع البدو خارج إقليم الغاب فمعدومة بالكامل. لا تتجاوز معرفتنا إذاً ما نسمعه إذا تناولنا القهوة لدى هذا الشيخ أو ذاك أو ما نراه إذا ركبنا زورقاً بين أعواد القصب. الأحاديث المتداولة لدى المستوطنين القدماء شحيحة بالتفاصيل ولا يستسيغها مسلموّ قلعة المضيق أو مسيحيّو السقيلبيّة الشيء الكثير. فيما يتعلّق بالفلّاحين يمكن القول أنّ معظمهم لم يزر قرى المستنقعات أبداً وتقتصر معرفتهم بها على رؤيتها من أسطح بيوتهم. 


التقطت الصورة الملحقة في تمّوز منتصف ثلاثينات القرن العشرين وتظهر فيها جزيرة صغيرة شكّلتها الرواسب النهريّة (الطمي) في العاصي وجبال الأنصاريّة في الخلفيّة.


للحديث بقيّة.






Richard Lodoïs Thoumin. Le Ghab. Revue de Géographie Alpine 1936 pp. 467- 538


Les villages des marais 


No comments:

Post a Comment