تتاخم غوطة دمشق أقاليم المرج شرقاً ووادي بردى غرباً والقلمون شمالاً وتشير الدلائل إلى اندثار تراث الزخارف الطينيّة فيها منذ زمن بعيد باستثناء ثلاث مواقع: جرمانا وصحنايا والأشرفيّة (المقصود هنا أشرفيّة صحنايا).
جرمانا قرية درزيّة تقع في قلب الغوطة قرب الزور وتحتوي على زخارف طينيّة تشدّ الانتباه بجودة تنفيذها خصوصاً في قواصر frontons وألواح خزائن الفرش واللحف. تتناقل الروايات المحليّة أنّ أولاهما (القواصر) صمّمت حوالي عام ١٨٦٠ وبالتالي لا تعكس تقاليداً موروثةً عبر الأجيال (للتذكير كتب Thoumin هذه العبارات عام ١٩٣٢) وهي بالأحرى تقليد مصطنع ورديء ومعقّد للأصل الذي تتباهى به قصور البوسفور في القسطنطينيّة. تنمّ العناصر الزخرفيّة المتكرّرة motifs وطريقة توزيع الألواح أنّ كافّة الزخارف تتبع نفس القالب - النموذج وهكذا نرى في مواجهة الباب لوحاً يبلغ عرضه سبعة أعشار المتر ويتراوح ارتفاعه بين المترين ونصف المتر إلى الثلاثة أمتار بينما تتلخّص زينة الجدار الخلفي بخزانة للّحف والفرش يتفاوت حجمها ويحدّها من اليمين واليسار لوحان تقارب أبعاد كلٍّ منهما ٧ x ١٥ من أعشار المتر ويحمل كلاهما رفوفاً ضيّقةً. تتكرّر هذه الألواح الحاملة للرفوف في مواجهة الشبابيك.
صحنايا والأشرفيّة قريتان واقعتان صوب النهاية الجنوبيّة للغوطة يشكّل الدروز أحد مكوّناتهما الديموغرافيّة وتشتركان مع جرمانا في احتوائهما على زخارف طينيّة.
نجد في الأشرفيّة - التي لا تبعد عن صحنايا أكثر من كيلومترين - ألواحاً استمدّت إلهامها مباشرةً من نظيرتها في جرمانا ونشاهد في كليهما زخارفاً مثيرةً للفضول تتمّم فيها خيوط أو أعواد القشّ الملوّنة والمتصالبة العناصر الزخرفيّة المكرّرة المجبولة من الطين.
الصورة الملحقة من صحنايا يجتمع فيها الصلصال مع الزخارف القشيّة الملوّنة في اللوح المقسّم إلى رفوف. الرسوم من صحنايا والأشرفيّة.
زخرفة البيت السوري حسب إمكانيّات الأسرة
دير قانون وأسلوب الزخرفة في وادي بردى
Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.
No comments:
Post a Comment