Friday, April 15, 2022

محردة

 


بنيت محردة من الحجر على حافّة الهضبة التي تحدّ الغاب من الجنوب. نرى في معظم بيوت البلدة عقوداً وقبوات تشهد على تقنيّة جميلة. هذه الأبنية في الواقع قديمة والبنّاؤون اليوم (أي في منتصف ثلاثينات القرن العشرين عندما كتب Thoumin) لا يريدون أن يكبّدو أنفسهم عناء تنفيذ أعمال من هذا النوع وهذا العزوف يتزايد بالتدريج. يكتفي المعماريّون في البيوت الحديثة بهيكل تخشيبة solivage ويلجأ صاحب البيت إلى جلب الرافدة الرئيسة poutre maîtresse - أو ما يسمّيه الأهالي "الجسر" - من حماة إذا عجز عن الحصول على حاجته من الأخشاب الطويلة المتينة محليّاً. يقسم هذا الجسر السقف إلى مستطيلين متساويين ويحمل في المنتصف الروافد solives التي تتعامد معه (انظر كتاب البيت السوري لنفس المؤلّف).  


نصادف في محردة العديد من الأقبية تحت مستوى الأرض. حفرت بعض القاعات في الحجر الكلسي وسقف بعضها بقبوات متصالبة voûtes d'arête ضمن تصميم مربّع. يمكن أن تتالى هذه القبوات مثنى وثلاث لتشكّل أروقةً nefs رحبةً وأحياناً يقودنا دهليز يتراوح طوله بين خمسة عشر إلى عشرين متراً إلى حجرات إضافيّة محفورة على مستوى أعمق. هذه الحجرات سيّئة التهوية وتفتقر إلى الإنارة وبالتالي تستخدم مخازناً للخشب والأغصان المجفّفة لاستعمالها حطباً في الشتاء. كثيراً ما تستعمل الردهات المقبيّة اصطبلات أو زرائب. 


لا تزال هذه الأقبية موجودةً أمّا المشيّدات القديمة فوقها فقد اندثرت. يلاحظ المتجوّل في البلدة تورّماً في الأرض يتراوح ارتفاعه بين ثلاثة إلى ستّة من أعشار المتر يخفي تحته الردهات المقبيّة المذكورة. لا ينمّ شيء في هذا التورّم عن البنية التحتيّة المستترة إلى أن يخرج حصان من الأرض متبختراً على درج محفور في نفق. 


الرسم الملحق لمخطّط بيت عائلة محرداويّة ميسورة مبني على كهوف مقبيّة ونرى فيه الأقباء المتصالبة (الرسم الأعلى على اليمين) والنفق المشار إليه (الرسم الأدنى).







قرى الغاب القديمة: الخلفيّة التاريخيّة 


سكّان الغاب في مطلع القرن العشرين







Richard Lodoïs Thoumin. Le Ghab. Revue de Géographie Alpine 1936 pp. 467- 538


Mḥarda

No comments:

Post a Comment