Friday, April 29, 2022

صيد السمك في مستنقع الغاب

 


حافظ أبناء البدو من سكّان الغاب على الحطاطة والعقال وارتضوا - في تسليم بالقضاء والقدر - المشقّات التي فرضتها البيئة عليهم والتي وفّرت لهم أسباب معيشتهم. يشكّل صيد السمك إلى جانب تربية الجاموس مصدر الرزق الرئيس في الغاب وهذا السمك مرغوب في القرى القديمة (السقيلبيّة وقلعة المضيق ومحردة وشيزر) ناهيك عن كونه غذاءً أساسيّاً في القرى الضائعة بين أعواد القصب. تسمح وفرة هذا السمك إذاً بتلبية الاحتياجات المحليّة أوّلاً والتجارة مع الحواضر السوريّة الرئيسة ثانياً. يستهلك سكّان المستنقعات معظم الأصناف التي يصطادونها في المياه الراكدة باستثناء السلّور الأحمر اللحم الأسود الجلد المخصّص للبيع خارج الغاب. 


على ما يبدوا صيد الأسماك الضروريّة لاحتياجات الأهالي اليوميّة متاح للجميع فيما عدا السلّور. الغاب من ناحية المبدأ إقليم تمتلكه الدولة ولا يحقّ لكائن من كان الصيد فيه دون تفويض من السلطات بيد أنّ الحكومة أعجز من أن تستطيع استثمار أملاكها من الناحية العمليّة وبالتالي تلجأ إلى بيع امتياز الصيد في العاصي بالمزاد. لا تشمل هذه الإجراءات الغاب فقط بل تمتدّ أيضاً شمالاً إلى العمق. الغاب والعمق أراضٍ منخفضة تشكّل مياهها الراكدة مصائد سمك شديدة الغنى أمّا نهر العاصي ذاته فكميّة السمك فيه أقلّ بكثير ولا يحتوي على السلّور على الإطلاق.


يعيّن صاحب الامتياز (أي الذي رسى عليه المزاد) مديراً عامّاً يشرف على تنظيم الصيد في الغاب اعتباراً من تشرين ثاني ونهايةً بآذار. يزيد منسوب مياه العاصي في هذا الموسم وتدفع برودتها - مقارنةً مع مياه المستنقع - السمك باتّجاه المياه الراكدة البعيدة عن مجرى النهر. يجذب الماء العكر الفاتر الحرارة السلّور ويترتّب عليه أنّ الشتاء المعتدل لا يوائم تكاثر السمك ولا يسهلّ الصيد إذ تبقى الأسماك قريبةً من مجرى العاصي الذي يتجنّبه الصيّاد خشيةً التيّار. 


تعود الصورة الملحقة لقرية الكريم إلى منتصف ثلاثينات القرن العشرين.  





يتبع.







قرى المستنقعات


ما الذي دفع البدو إلى استيطان إقليم الغاب؟ 


سكّان قرى المستنقعات 


بيوت قرى المستنقعات


قرى المستنقعات: البيوت الصيفيّة 


بيوت الغاب البحيريّة






Richard Lodoïs Thoumin. Le Ghab. Revue de Géographie Alpine 1936 pp. 467- 538


Pêcher dans le Ġāb

No comments:

Post a Comment