Sunday, April 3, 2022

شطحة

 


أوكلت إلى أبي عطّر الله ذكره مهمّة تنفيذ خمسة جسور في مشروع الغاب بداية من تشرين أّوّل عام ١٩٦٦ ونهاية في تشرين أوّل ١٩٦٨. شغل المهندس الشابّ سريراً في غرفة في دار أبو رفعت في شطحة بشكل متقطّع اعتباراً من حزيران ١٩٦٧. أرفق مخطّط البيت كما رسمه والدي في أوراقه أمّا عن معرفتي به فلا تتعدّى زيارةً قصيرة صيف ١٩٦٧ أو - وهو الأرجح - ١٩٦٨. كان عمري وقتها تسع سنوات على أبعد تقدير ولكنّي أذكر فيما أذكره الطبيعة الخلّابة للمنطقة ونباتاتها وحتّى جمال حشراتها المضيئة ليلاً. 


تعرّضت خلال الأشهر الثلاثة الماضية لكتاب "البيت السوري" في حوران ووادي بردى والقلمون لمؤلّفه الجغرافي الفرنسي Richard Thoumin وأعتبر موضوع الأسابيع المقبلة - الغاب - تتمّة لهذا السرد تستند إلى مقال لنفس المؤلّف بطول ٧٢ صفحة (أضف إليها ثمان صفحات من الصور التاريخيّة بالأبيض والأسود) نشرته Revue de Géographie Alpine (العدد الصادر عام ١٩٣٦). من حسن الحظّ أنّ البحث متوافر بالمجّان على الرابط الملحق. 


هذه الدراسة على علمي هي الأولى من نوعها كمّاً ونوعاً ونلاحظ فيها تحسّناً ملحوظاً ونضجاً كبيراً في كتابات المؤلّف مقارنة مع أوّل أعماله عن الشرق الأدنى أي كتاب "تاريخ سوريّا منذ البدايات حتّى عام ١٩١٤" الصادر في بيروت عام ١٩٢٧ حيث نرى كثيراً من الأخطاء الفاضحة (مثال واحد يكفي: إطلاق اسم "الغرب" على الغاب). 


يغطّي المقال سهل الغاب (أقرب إلى المستنقع آنذاك) من النواحي الجغرافيّة والبشريّة والاقتصاديّة والسياسيّة والتاريخيّة ويشمل أيضاً وصفاً لا بأس به أبداً للبيت السوري في هذا الإقليم. يعكس البحث الوضع في منتصف ثلاثينات القرن العشرين. لن أحاول تعريب المقال بالكامل مكتفياً برسم خطوطه العريضة  مع الاستعانة بالمخطّطات والصور - المتواضعة النوعيّة - التي تركها المستشرق الراحل.     


يتبع. 






Richard Lodoïs Thoumin. Le Ghab. Revue de Géographie Alpine 1936 pp. 467- 538

No comments:

Post a Comment