Thursday, April 14, 2022

سكّان الغاب في مطلع القرن العشرين

 


سكّان الغاب حاليّاُ (أي عام ١٩٣٦ عندما كتب Thoumin) من المستوطنين الجدد معظمهم ممّن نزل إلى السهل من جبال الأنصاريّة أو ممّن هجر حياة البداوة ليعمل في الزراعة وتربية الحيوان أو صيد السمك. لم يبق من الأهالي القدماء إلّا بضعة ألوف تجمّعو على محيط الغاب الجنوبي منهم المسلمون في قلعة المضيق وسيجر ومنهم المسيحيّون في محردة والسقيلبيّة. في الحالتين استأثر هؤلاء لأنفسهم أكثر الأراضي موائمة للزراعة وأفضلها من ناحية الظروف المعيشيّة والأمنيّة ومنشور اليوم عنهم حصراً.   


الينابيع كثيرة على حدود منطقة المستنقعات ولكنّها نادرة في الجنوب حيث تحتّم على السكّان حفر الآبار أو السير لمسافات لا بأس بها للحصول على ماء النهر. لكلّ من قلعة المضيق والسقيلبيّة عيونها الخاصّة وبوسع نساء سيجر النزول إلى العاصي خلال دقائق معدودة. تهيمن قلعة المضيق ومحردة على الأراضي الواطئة وكذلك الوضع فيما يتعلّق بالسقيلبيّة وسيجر. موقع هذه القرى إذاً صحّي مقارنةً مع تجمّعات بدو المستنقعات وسهل الجلمة. البرداء (الملاريا) واسعة الانتشار - مع استثناء محردة - وتبقى هذه القرى مع ذلك أفضل بكثير من النواحي الصحيّة من الخندق أو الشريعة.


تأخذ قرى المستوطنين القدماء (أو الأصلييّن إذا شئنا) هيئةً تشبه الحصون من عدّة نواحٍ. السقيلبيّة قلعة في أعلى التلّ أمّا عن سيجر وقلعة المضيق فكلاهما بنيتا داخل قلاع عربيّة شيّد القرويّون دورهم ضمن أسوارها. محردة استثناء لهذه القاعدة إذ تتواجد على الهضبة بعيداً عن منال العصابات وغاراتها على المناطق المخفضة. يتلخّص تاريخ الغاب لعدّة قرون في نهب المحاصيل والمواشي وما علينا إلّا أن نتذكّر الفوضى خلال العهدين العبّاسي والفاطمي ناهيك عن تدهور الوضع الأمني تحت إدارة المماليك وضربات المغول. شكّلت العصابات العلويّة التهديد الأكبر في العهد العثماني ولا زالت إلى الآن (أي إلى عهد الانتداب الفرنسي).   


تقاسم المسلمون (أي السنّة) والمسيحيّون إذاً أفضل المواقع ومع الانتصار النهائي السياسي والعسكري للإسلام أصبحت اليد العليا للمحمّدييّن ونالوا حقّ الاستحواذ على القلاع العتيقة التي بنوا قراهم في حماية تحصيناتها. بالمقابل يمكن اعتبار السقيلبيّة مدينة مفتوحة بمعنى أنّها مجرّدة من التحصينات وإنّ عوّض عن هذا النقص موقعها المهيمن من ارتفاع يتراوح بين الثلاثين إلى الأربعين متراً عن الأراضي المنخفضة إلى الغرب والذي يفصله عن الهضاب الشرقيّة منحدر نصف طبيعي يسهّل مهمّة الدفاع عن البلدة.


الصور الملحقة لبيت سكني داخل أحد أبراج سور قلعة المضيق واللقطة من منتصف ثلاثينات القرن العشرين. 




قرى الغاب القديمة: الخلفيّة التاريخيّة 





Richard Lodoïs Thoumin. Le Ghab. Revue de Géographie Alpine 1936 pp. 467- 538


Villages de vieux sédentaires: contexte historique


Villages de vieux sédentaires: peuplement actuel

No comments:

Post a Comment