Wednesday, April 20, 2022

قرى الموالي

 


صنّف الجغرافي الفرنسي Thoumin قرى الغاب تحت أربعة أبواب: 


أوّلاً: القرى التي استقرّ أهلها في موقعهم الحالي (أي عندما نشر مقاله عام ١٩٣٦) منذ القدم أو من أسماهم vieux sédentaires: محردة والسقيلبيّة وقلعة المضيق وشيزر وقد مرّ ذكرها.

ثانياً: قرى بدو الموالي.

ثالثاُ: قرى المستنقعات.

رابعاً: قرى النصيريّة.


نبدأ اليوم بالفئة الثانية - قرى الموالي - نقلاُ عن الكاتب.


القرى الموزّعة حول تجويف golfe الجلمة مختلفة تماماً عن التجمّعات السكّانيّة على محيط الغاب وعبثاً يفتّش المرء عن مزايا موقعها أو موائمتها من الناحية الدفاعيّة. يسكن هذه القرى البدو الذين تخلّوا عن حياة البادية على مضض. 


البيت هنا عبارة عن ردهة مستطيلة لا جدران لها ويعود السبب إلى جهل المستوطنين الجدد بهذه التقنيّة التي يستعيضون عنها بحفر مساكنهم في الأرض. تذكّرنا هذه الحفر بمثيلاتها في وادي الفرات التي يسكنها البدو بضعة أشهر في السنة بينما يمضون ما تبقّى من العام في المراعي على ضفاف النهر. يكتفي الأهالي بتنضيد الجذوع الخشبيّة على أطراف الحفرة وبتغطيتها بالقصب والطين. أحياناً يحمل وتد مركزيّ السقف الجملوني وفي هذه الحالة لا تتجاوز ذروة هذا السقف ارتفاع المتر عن مستوى السهل المحيط. 


يتبع البنّاؤون نفس المبدأ في الجلمة (لنا عودة إليها) مع إدخال بعض التحسينات.أمّا عن أنصاف البدو القادمين من إقليم الفرات فحسب البعض منهم حجرة يتراوح طولها بين أربعة إلى ستّة أمتار. بالمقارنة يملك مزارعوّ حيالين وتلّ ملح مساكن يتراوح طولها من عشرة إلى خمسة عشر متراً وعرضها بين المترين إلى الثلاثة أمتار. الجدران غائبة تماماً ويلجأ الأهالي كبديل إلى تكديس الأحجار على ضلعيّ البناء الصغيرين الهدف منها حمل روافد السقف الجملوني. تستند هذه الروافد داخل البناء على أوتاد تتوّجها قلانس ضيّقة ويكسى السطح بالطين وأعواد القصب المجفّفة التي تمتدّ من الذروة حتّى مستوى الأرض. 


توضح الصورة الملحقة من حيالين هذه التقنيّة.







Richard Lodoïs Thoumin. Le Ghab. Revue de Géographie Alpine 1936 pp. 467- 538


Les villages Mawāli

No comments:

Post a Comment