Tuesday, April 19, 2022

قرى الغاب القديمة في مطلع القرن العشرين

 


يمكن اعتبار هذه التجمّعات السكنيّة بمثابة قلاع تسيطر على طرق المواصلات الحيويّة. تهيمن شيزر على جسر العاصي الذي يشكلّ المعبر الأوّل على النهر بعد حماة أمّا قلعة المضيق (وأفاميا) فتتحكّم في الطريق المؤدي من أنطاكيا إلى شيزر أو Larissa و Epiphania (حماة) وحمص. عاش هذان الموقعان (شيزر وقلعة المضيق) آخر أيّام سعدهما في العهد الصليبي ومع انتهائه تحوّلت طرق القوافل باتّجاه الشرق. احتفظ المسلمون في قلعة المضيق وسيجر بذكرى قلاع السراسنة (sarrasins مصطلح أطلقه الأوروبيون على العرب والمسلمين من أهل الشرق الأدنى خصوصاً) القويّة المنيعة وعاشوا في كنفها منطوين على أنفسهم يرتابون بالغرباء ويغارون على استقلالهم ضمن أسوارها.  


انتظمت تجمّعات القرى التي استقّر أهلها قديماً على حدود الغاب الشرقيّة الجنوبيّة وتكتّلت على بعضها وسهرت على أمنها. توزّعت هذه الكتل البشريّة إلى مسيحيّة (محردة التي بلغ عدد سكّانها عام ١٩٣٦ أربعة آلاف والسقيلبيّة التي تعدّ ثلاثة آلاف وكلاهما للروم الأرثوذوكس باستثناء حفنة من البروتستانت في محردة) ومسلمة (قلعة المضيق ثمانمائة نسمة وشيزر مائتيّ نسمة وكلاهما سنّيتان مع قليل من النصيريّة في شيزر). اختار القرويّون هذه المواقع الأكثر موائمةً للحياة الاقتصاديّة وتملّكوا في جوارها من الأراضي والمواشي بما يسمح بجني ثمار عملهم وبالتالي كان استقرارهم فيها مبنيّاً على تقاليدهم الموروثة والعوامل النفعيّة. خصائص السكّان من بدو الموالي في إقليم الجلمة مختلفة مع التحفّظ أنّنا نرى بعضهم في شيزر المملوكة من قبل أسرة حمويّة يعمل الأهالي لحسابها في زراعة الأراضي الواقعة بعد خانق العاصي وبالتالي يمكن أن تتغيّر ديموغرافيّاً  ويتجدّد سكّانها حسب رغبة أصحاب الأرض.


الرسمان لقلعة شيزر يبدو مدخلها في الأوّل ونرى في الثاني الحرز donjon الذي تفصله هاوية اصطناعيّة عن الهضبة وفي مقدّمة الصورة الدرب إلى محردة.









قرى الغاب القديمة: الخلفيّة التاريخيّة 


سكّان الغاب في مطلع القرن العشرين


محردة


السقيلبيّة


بيوت السقيلبيّة 


شيزر وقلعة المضيق





Richard Lodoïs Thoumin. Le Ghab. Revue de Géographie Alpine 1936 pp. 467- 538


Sayjar et Qalʿat al-Muḍīq


Sayjar et Qalʿat al-Muḍīq: Temps modernes et données démographique


No comments:

Post a Comment