Thursday, April 7, 2022

الغاب حتّى العهد السلوقي

 


نملك من القرائن ما يوحي بأنّ الغاب كان كثيفاً بالسكّان في الماضي الغابر مقارنةً مع وضعه الراهن (يعود المقال لعام ١٩٣٦) . ليس لدينا وثائق مكتوبة سابقة للعهد السلوقي وأقدم ما نملكه من المصادر الكتابيّة يعود للقرن الثالث الميلادي. تتخلّل عديد من التلال سهل الغاب جنوب المستنقعات لا تزال عشرون منها واضحة المعالم في المنخفضات ممّا يشير أنّ هذا الإقليم كان أحد أغنى مناطق سوريّا الداخليّة.

 ذكر سترابو أفاميا كأحد المدن الأربعة الرئيسة للسلوقييّن أمّا بطليموس فقال أنّها كانت عاصمة لإقليم أفاميا الذي امتدّ حتّى مدخل البقاع. أفاميا حسب بوليبيوس كانت مركزاً لجيش أنطيوخوس الثالث (أو أنطيوخوس العظيم) قبل وبعد حملاته ضدّ البطالمة وضدّ عمّاله المتمرّدين وهذا بحدّ ذاته دليل على غزارة محاصيل محيطها وخصوبة مراعيها. اعتمدت المدينة التي تمتدّ أنقاضها على طول يتجاوز الثلاثة كيلومترات في غذائها على ثروتها الزراعيّة التي ساهمت أيضاً في تموين وإمداد الجيوش السلوقيّة. لا يمكن لجبل الزاوية ولا لجبال الأنصاريّة تزويد المدينة والجيش بحاجتهما من الحبوب التي لا بدّ وأنّها أتت من الغاب أو الهضاب المتاخمة للغاب. باختصار كافّة الأدلّة تشير إلى تواجد ديموغرافي هامّ للقرويييّن في جنوب الغاب في تلك العصور.













No comments:

Post a Comment