Tuesday, April 12, 2022

الغاب في مطلع القرن العشرين

 


الأسطر التالية نقل أمين لأفكار الجغرافي الفرنسي Thoumin ولا تعبّر بالضرورة عن رأيي. 


بعد بداية القرن العشرين أصبح إقليم الغاب أكثر من مجرّد منطقة حدوديّة ولربّما كان تعبير الملجأ أقرب إلى الواقع. شكّلت حافّة الهضبة الشرقيّة ملاذاً لأحفاد الحضر الذين استقرّو قديماً واستقبلت قريتان مسيحيّتان الروم الأرثوذوكس الذين أخذ النصيريّون مكانهم. حلّ في منطقة المستنقعات البدو الذين عجزو عن التصدّي لأقرانهم في البادية أو من غضبت عليهم السلطات العثمانيّة. وفّرت حبوب السهل ونبات القصب فيه قوتاً للنصيريّة الذين أجبرهم البؤس على هجر جبالهم بينما أصبحت منحدرات الجلمة مستقرّاً للبدو الذين طردوا من مراعيهم التقليديّة وللعائلات المنكوبة عموماً. 


ترتبط كلمة "ملجأ" في الشرق ارتباطاً وثيقاً بالأقلّيات الدينيّة الوفيّة لعاداتها ومعتقداتها والتي تحيا منطويةً على نفسها خلف حماية حاجز طبيعيّ أو آخر. اقتصرت التجمّعات السنّية قبل مجيء البدو على قلعة المضيق وسيجر (شيزر) بينما استمرّ الوجود المسيحي منذ العهد البيزنطي من السقيلبيّة إلى الصارميّة ومن محردة إلى عقيربة إذ ساعد بعد هذه المواقع عن طرق المواصلات على الحدّ من التغلغل السنّي إليها. عاشت هذه العائلات إلى جوار النصيريّة في أبو قبيس والإسماعيليّة في مصياف. لا شكّ بوجود نزاع إلى درجة الكراهية بين هذه الطوائف ومع ذلك تشير الدلائل إلى تفاهم ضمني بينها يظهر إلى العيان بمجرّد أن تدعو الحاجة إلى تشكيل جبهة مشتركة تهدف إلى الصمود أمام السنّة. الغاب لا ينتمي إلى سوريّا الساحليّة أو الداخليّة وهو خارج عن سيطرة ولاة دمشق وحلب وطرابلس. لربّما مال المسؤولون في حماة بين حين وآخر إلى التدخّل في شؤون الإقليم ولكن ما الفائدة من محاولة فرض إرادتهم على قرىً لا تملك - باستثناء محردة - ما يستحقّ عناء الجهد والوقت والموارد المبذولة في إخضاعها؟    



الصورة لقلعة مصياف عن Fedden وكتابه الصادر عام ١٩٤٦.






شطحة


سهل الغاب


سكّان الغاب




عن مسالك سوريّا قبل الإسلام


الغاب بين الهلال والصليب: العهد البيزنطي 


الغاب اعتباراً من الحروب الصليبيّة 







Robin Fedden. Syria, an Historical Appreciation. Robert Hale Ltd, London, 1946 (photo)

No comments:

Post a Comment