ألواح panneaux الزخارف عبارة عن أغصان نمطيّة تذكّرنا سذاجة تنفيذها بعظام السمك (الحسك) وهي على الدوام رسوم متناظرة بالنسبة لمحور عموديّ. يبذل الفنّان قصارى جهده في رسم طرفين متماثلين وإن تعذّر تكرار العنصر ذاته في الأشرطة الزخرفيّة حيث نرى بعض النقوش النافرة بسماكة تتراوح بين ٢ إلى ١٢ من عشيرات المتر والبعض الآخر من ٢٠ إلى ٢٥ عشير المتر. ندر أن نجد إفريزاً كاملاً أو لوحاً يبرز إلى نفس الدرجة إذ يعتمد التنفيذ بالدرجة الأولى على تفاوت انتظام عجن الطين بين إبهام وسبّابة المرأة التي تنفّذ العمل. كثيراً ما نرى العنصر الزخرفي المتكرّر motif مشكّلاً جزئيّاً أو كليّاً من كسر الفخّار أو شظايا الزجاج. قليلة هي الخطوط المنحنية التي نصادفها في الرسوم. تلجأ بعض قرى القلمون إلى الاستعاضة عن الخطوط المستقيمة بالأقواس وبالمقابل لا نرى في وادي بردى إلّا عناصر جامدةً غابت عنها الدوائر والحلقات -الشائعة الاستعمال في الهضاب - تماماً.
تحتلّ المدفأة foyer مركز الجدار في المرج أمّا في وادي بردى فتشغل دائماً زاويةً في الغرفة. ترتكز قلنسوة hotte المدفأة على الجدارين حولها وكثيراً ما تصل إلى أرض الحجرة. يفتح القسم السفلي من المدفأة بشكل نصف دائري أو يتبع في أعلاه عقداً مدبّباً ogive سيّء التنفيذ. نصادف هذين الأسلوبين في دمّر بينما يغلب الشكل المخروطي في الهامة وأشرفيّة الوادي وبسّيمة. بالمقابل يسود الشكل الهرمي بالتدريج كلّما صعدنا الوادي باتّجاه الشمال والغرب.
الصورة الملحقة (عام ١٩٣٢) من الفيجة ونرى فيها رفّاً صفّت فوقه الآنية وزخارف جداريّة أقرب إلى حسك السمك منها إلى الشجرة العارية الأغصان.
نشاهد في الرسوم الملحقة نماذج لزخارف من صيدنايا (١-١٠) والبطميّة (١١) ودير عطيّة (١٢-١٤).
زخرفة البيت السوري حسب إمكانيّات الأسرة
دير قانون وأسلوب الزخرفة في وادي بردى
Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.
No comments:
Post a Comment