يتلخّص أحد التحدّيات التي يواجهها المعماري في بيوت الحجارة البركانيّة في محاولة بناء قاعات فسيحة وهنا لا بدّ من اصطناع واسطة تسمح ببناء صفّين من الروافد وجهاً لوجه ودونها يقتصر البيت على غرف طويلة وضيّقة. هذه الواسطة هي العقود arcs التي يمكن استعمالها وفقاً لإحدى طريقتين:
فلنفرض أنّ الهدف هو الحصول على غرف كبيرة (عرضها ثلاثة إلى سبعة أمتار وطولها إثني عشر إلى خمسة عشر متراً). يبني المعماري قناطراً arcades موازيةً للأضلاع الكبيرة وهكذا يقسم الردهة إلى مستطيلين متساويين. يعادل ارتفاع القناطر ارتفاع الجدران وينضّد فوق كلاهما مدماك من البوارز corbeaux التي تتجاوز حرف القناطر من الجانبين وهكذا نحصل على هيكل حامل solives على طرفيّ كلّ قنطرة وهنا (على عكس الحال في الجدران) لا لزوم للجوء إلى حمل tas de charge من الحجارة لتثبيت هذه البوارز إذ يكفي البروز من الشمال لموازنة البروز من اليمين.
تستعمل تقنيّة مطابقة لما نراه في دمشق والغوطة إذا كان المطلوب غرف أبعادها أكثر تواضعاً و تكمن المشكلة في العرض بالطبع وليس في الطول. تينى سلسلة من القناطر التي يتعامد الهيكل الحامل للسقف solivage عليها. فتحة العقد عريضة وبالتالي لا تنقص العقود من اتّساع القاعة ويمكن بناؤها الواحد بعد الآخر دون إشكال وكثيراً ما يستغنى عن البوارز في هذه الحالة إذ تستند البلاطات مباشرة على العقود.
تعود الصورة الملحقة من خبب إلى مطلع ثلاثينات القرن العشرين أو قبل ونرى فيها القناطر تحمل البوارز المذكورة. استعملت المونة mortier في بناء الكنيسة في خلفيّة الصورة خلافاً للتقنيّة المحليّة المعتادة.
Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.
Richard Lodoïs Thoumin 1897-1972
Maison en lave: dimensions des salles
No comments:
Post a Comment