Tuesday, March 1, 2022

بيوت الحجر البركاني

 


ملخّص ما سبق:


تاريخيّاً وقبل توافر الإسمنت المسلّح سادت ثلاث نماذج لبناء البيوت في سوريّا المركزيّة (القلمون ووادي بردى وحوران تحديداً):


١. بيوت الطين (سواءً استعملت تقنيّة الدكّ أو اللبن أو اللبن + الخشب).

٢. بيوت الحجر الكلسي.

٣. بيوت الحجر البركاني موضوع حديث اليوم.  



نلاحظ في حوران الغياب الكامل للخشب في بناء بيوت الحجر البركاني. رأينا في النماذج السابقة استعمال الخشب في الروافد الحاملة للسطح solives حتّى في الدور التي حاول بناتها الاقتصاد في هذا العنصر الثمين إلى أقصى حدّ ممكن أمّا في حوران فقد لجأ المعماريّون إلى البلاط المعمول من الحجر البركاني لأداء نفس الوظيفة. من المحتمل أنّ هذه التقنيّة قاربت الكمال عندما كانت سوريّا إقليماً رومانيّاً. 


لا تستعمل المونة mortier في هذا النوع من البناء على الإطلاق إذ تتلخّص التقنيّة في قطع الأحجار وتنضيدها وأحياناً تبلغ أبعادها شأواً لا يستهان به. تتراوح سماكة الجدران بين الستّين إلى مائة وعشرين من عشيرات المتر وعندما يبلغ ارتفاعها الدرجة المتوخّاة تصفّ فوقها بلاطات سطّحة بشكل بوارز corbeaux تتجاوز الجدار إلى داخل الردهة بمقدار يتراوح بين الثلاثين إلى الستّين من عشيرات المتر. توضع عدّة صفوف (أو مداميك إذا شئنا) من الحجارة فوق هذه البوارز لتزيد ارتفاع الجدار من جهة وتثبّت البوارز في مكانها من جهة ثانية. كثيراً ما تتجاوز هذه البوارز الجدار نحو الخارج أيضاً وهو توكيد على الأهميّة البنيويّة للحجارة فوقها. 


الجدران الآن جاهزة لاستقبال روافد poutres الحجر البركاني التي يتراوح طولها بين مائة وثلاثين من عشيرات المتر إلى المترين وعرضها بين العشرين إلى الخمسين من عشيرات المتر. أمّا سماكتها فقد تكون طفيفة لا تتجاوز عشر المتر أو قد تعادل عرض الرافدة. تحمل هذه "التخشيبة" بلاطات أصغر أبعاداً توضع متعامدةً عليها لتؤدّي وظيفة الغصينات والألواح الخشبيّة التي نراها في قرى الجبال وتغطّي طبقة البلاط الثانية هذه كسوة طينيّة. تعادل سماكة هذا الغطاء ارتفاع الأحجار فوق البوارز على وجه التقريب ومن الممكن أن تصل إلى المتر.


الصورة الملحقة من خبب ونشاهد فيها على ارتفاع ثلاثة أمتار صفّ البوارز corbeaux التي تسبل ظلالها إلى الأسفل على يسار الناظر وفوقها الأحجار المرصوصة على عدّة مستويات والتي يساهم وزنها tas de charge في تثبيت البوارز في مكانها. 




Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.


Richard Lodoïs Thoumin 1897-1972 


Maison en lave

No comments:

Post a Comment