Tuesday, January 11, 2022

أثر البيئة على البيت السوري

 


الخشب غائب تماماً من الناحية العمليّة في حوران والمرج ونادر في واحات القلمون باستثناء وادي منبن ويبرود والنبك ودير عطيّة ليس إلّا. يقتصر الغنى بالأشجار على وادي بردى وحتّى هنا يفضّل القروي الزيتون والمشمش على الأشجار القادرة على تزويده بالألواح والروافد التي لا يزرعها إلّا في المناطق التي تغمرها المياه سنويّاً. 


يترتّب على ما سبق أنّ البيوت في حوران تبنى بكاملها من الأحجار البركانيّة  بينما تستخدم الأحجار الكلسيّة في القلمون والطين في الأقاليم التي يتوافر فيها الصلصال. يستعمل الخشب إذاًَ إلى أدنى درجة ممكنة في الهضاب والمرج ويختفي في حوران ولا يدخل في بناء الجدران إلّا في دمشق والغوطة أمّا في سائر المناطق فلا دور له إلّا في حالة الجذوع التي تستند عليها الأسقف. 


الخلاصة يتبع استعمال الحجر - كلسيّاً كان أم بركانيّاً - أو الطين في البناء الأقاليم الجغرافيّة ولكنّنا نرى نماذجاً هجينةً في مناطق التماس.  


لم يذكر Thoumin أين التقطت الصورة الملحقة وعلّها في غوطة دمشق. تمثّل هذه اللقطة البناء اعتماداً على الطين أو ما يمكن تسميته الخرسانة الخام béton cru (لنا عودة إليها) حيث نرى ثلاثة مداميك كبيرة يفصل بينها صفوف من الحجارة المسطّحة. نلاحظ على يسار الناظر بقايا الأغصان المستعملة لحماية القسم العلوي للحائط من العوامل الطبيعيّة بينما نرى على اليمين الباب الذي احتلّ ارتفاع مدماكين وبقي المدماك الثالث بمثابة ساكف.


مزيد عن طرق البناء المختلفة في الأيّام القليلة المقبلة.




Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux. 

La maison syrienne

La maison syrienne: le milieu physique

No comments:

Post a Comment