Monday, January 24, 2022

أخصب أقاليم آسيا الغربيّة

 


بردى أهمّ أنهار المنحدر الشرقي لسوريّا المركزيّة ويمكن تقسيم مجراه إلى قسمين يجتاز الأوّل منهما كالسيل الجبال المتاخمة لهضبة القلمون بينما يتلكّأ ثانيهما في سهل دمشق. لو ترك المجرى وشأنه لتبدّد في الطمي وشكّل أراضٍ سبخة على مدى آلاف الهكتارات. هنا تدخّل الإنسان ليوزّع بردى بهدف سقاية السهل الذي تحوّل بهذه الطريقة إلى أغنى أقاليم آسيا الغربيّة الزراعية على الإطلاق.

تتحكّم البيئة في نمط السكن. يختلف البيت في أعلى وادي بردى عن نظيره في المرج وتسود طرائق متميّزة للبناء في الغوطة (*). يبني السكّان بيوتهم من الحجر فوق الفيجة ومن الطين حصراً في وهاد قدسيّا ودمّر. تشكّل الهامة والجديدة والأشرفيّة وبسّيمة مناطق انتقاليّةً نرى فيها نوعين من البناء.

لا تختلف تقنيّة بناء الجدران والسقف في دير قانون والزبداني عنها في القلمون ويتمّ اللجوء إلى اللبن والخرسانة (الدكّ أو التربة المدكوكة) عندما لا يتوافر الحجر الكلسي.



(*) تتركزّ حياة الناس في جزر خضراء تروى بانتظام على مدار السنة وتدعى الغيطان (جمع غوطة). يستعمل هذا الاسم عادة لتمييز غوطة دمشق ويعني لغويّاً حسب ياقوت "وادي صغير أخضر مسقي".






Richard Thoumin. Géographie humaine de la Syrie Centrale. Tours, Arnault et Cie 1936.


No comments:

Post a Comment