Saturday, January 22, 2022

ثلاث نماذج للبيوت الطينيّة

 


استعرضنا في الأيام القليلة الماضية نماذج البيوت السوريّة الطينيّة الثلاث. ختم Thoumin هذا الفصل كما يلي:


١. يسمح توافر الطمي والحصى على طول وادي بردى بصنع الخرسانة béton cru بأرخص كلفة. الطين موجود في موقع البناء المزمع إقامته وليس الحصى عنه ببعيد. هذا النوع من العمار منتشر في الوادي وتدخل الحجارة الصغيرة moëllon أحياناً في عجينته. استعمال الخرسانة شائع في ضواحي دمشق وهو مقتصر أحياناً على الطابق الأرضي بينما يبنى الطابق العلوي بداية بهيكل خشبيّ. 


٢. يستعمل اللبن أو الطوب الكبير large brique المعمول من الصلصال في إقليم جيرود حيث تندر الأشجار ويقتصر استعمال الخشب على الحدّ الأدنى الضروري لدعم السطح. 


تتوالى القرى الواحدة بعد الواحدة وتتابع فيها البيوت المكعّبة الشكل الواحد بعد الآخر. بيوت وادي بردى في دمّر وقدسيّا بهيجة المظهر إلى درجة لا بأس بها بفضل نوافذها. بالمقابل دور الهيجانة والقاسميّة كئيبة والسبب أنّ الفتحات في جدرانها مختزلة إلى الحدّ الأدنى. 


٣. مظهر البيت الدمشقي المبني من الخشب + اللبن الصغير مختلف تماماً ومع ذلك هناك أوجه تشابه مع البيوت السابقة: توحي البيوت الريفيّة للمسافر ببؤس منطوٍ على نفسه يحاول جاهداً الاختباء عن الأنظار أمّا في مدينة دمشق فأنّى نظرت من أعلى الأسقف لن تر إلّا خراباً وأنقاضاً آيلةً للتداعي. 


تشترك هذه الأنماط الثلاث بكونها سريعة الإنجاز بيد أنّها تبدي علائم اهتراء توحي بانهيار وشيك خلال أقلّ من ثلاث سنوات من بنائها. إمّا أن تتفتّت كسوة الطين والتبن في فصل الصيف أو أن تتسبّب أمطار الشتاء بتساقط ألواح كبيرة من الجدران التي تأخذ بالتآكل شيئاً فشيئاً. يفعل الحتّ فعله قرب مواقع تمفصل الخرسانة وتتفكّك اللبنات وتصبح المونة هباءً منثورا وهكذا يتعرّى الهيكل الخشبي وكأنّه هيكل عظميّ كبير تجرّد من اللحم الذي يكسوه. 


التقطت الصورة الملحقة في دمشق قبل تسعين عاماً على الأقلّ. 





Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux. 


Trois types de construction en terre

No comments:

Post a Comment