Friday, January 7, 2022

أسرى إسرائيليّون في دمشق


نشر عدد الخامس من كانون الثاني (يناير) ١٩٧٤ من مجلّة Paris Match مقالاً مصوّراً للصحافي Pierre Démeron الذي سمحت له السلطات السوريّة بمقابلة بعض الأسرى الإسرائيلييّن في دمشق بعيد حرب تشرين الأوّل (أكتوبر) ١٩٧٣ ومن المعروف أنّ سوريّا تمنّعت لفترة بعد انتهاء العمليّات العسكرية عن تزويد الوسطاء الدولييّن بقائمة أسماء أسراها الإسرائيلييّن محتفظة بها كورقة مساومة. علاوة على ذلك عمد السوريّون إلى توزيع هؤلاء الأسرى في أكثر من مكان في دمشق ولا ريب أنّ ذلك كان بدوافع أمنيّة. أقوم اليوم بتعريب مقتطف من المقال المذكور مع نيّة العودة إليه في اليومين المقبلين. 


"يعتقد البعض أنّ الأسرى قتلوا عن بكرة أبيهم ويقول آخرون أنّ السورييّن رحّلوهم إلى الاتّحاد السوفييتي. تتردّد الشائعات الدرامائيّة إلى درجة الجنون في إعلام باريس المكتوب والمسموع عن مصير الأسرى الإسرائيلييّن في دمشق وكالعادة أدلى بعض الممتهنين من أصحاب الضمائر المرهفة بدلوهم وعلى سبيل المثال قارنت Simone de Beauvoir (١) بين همّة إسرائيل في الالتزام باتفاقيّات جنيف (٢) من جهة ورفض دمشق الهمجي أن تعطي قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيلييّن من جهة ثانية. عبثاً تحاول الأوساط الإسرائيليّة القول بعدم وجود دليل على هذه الأقاويل - في كلّ الأحوال لا يوجد ما يدعو للاعتقاد أنّها تزعجهم - ويبقى أثر التكذيب كالعادة أقلّ بكثير من أكثر الادّعاءات شططاً.




(١) كاتبة وفيلسوفة وداعية فرنسيّة لحقوق المرأة. كانت de Beauvoir (١٩٠٨-١٩٨٦) إسرائيليّة الهوى وكذلك كان توأم روحها الفيلسوف الوجودي Jean Paul Sartre (١٩٠٥-١٩٨٠) رغم تأييد هذا الأخير لثورة الجزائر ورغم الحفاوة التي استقبل فيها مع دو بوفوار في مصر ومن قبل جمال عبد الناصر شخصيّاً. 

(٢) اتّفاقيّات جنيف هي المعاهدات والبروتوكولات الدوليّة المتعلّقة بحماية المدنييّن خلال الحروب ومعاملة الأسرى إنسانيّاً.  





Pierre DémeronParis Match 1287 (5 janvier 1974). 


On a vu des israéliens à Damas

No comments:

Post a Comment